يتناول النص إشكالية طبيعة الحقيقة في الرياضيات، مُبيّناً تحول مفهومها من مطابقة الواقع الحسي إلى عدم تناقض القضايا الأولية داخل النظام الهندسي. أدى النقد الباطني للرياضيات الكلاسيكية إلى ظهور هندسات غير إقليدية، حيث أصبحت الحقيقة الهندسية تُقاس باتساق القضايا المستنبطة من مسلمات تختلف باختلاف الهندسة. لم تعد الهندسة الإقليدية تمثل الحقيقة المطلقة، بل هي واحدة من العديد من الهندسات الممكنة. يتباين البرهان الرياضي بين الكلاسيكي الذي يعتمد على الرسوم والتطابق مع الواقع، والمعاصر الذي هو برهانٌ صوريٌّ منطقيٌّ يعتمد على عدم التناقض بين الافتراضات.