: كان شَيخا يصيد السمك وحده بمركب شراعي صغير في «مجرى الخليج»، وقد أمضى - حتى الآن أربعة وثمانين يومًا دون الحصول على سمكة واحدة، وفي الأيام الأربعين الأولى كان معه صبي . ولكن بعد أربعين يومًا بلا صيد سمكة، قال والدا الصبي لابنهما: إنَّ الشيخ قد أُصيب بصورة أكيدة ونهائية- بــ(النَّخس)، وهو أردأُ أنواع سوء الحَقِّ؛ فانتقل الصبي – بناءً على أوامرهم إلى قارب آخر اصطاد ثلاث سمكات جيدة خلال الأسبوع الأوّل كان الصَّبي يشعر بالحزن عندما يرى الشيخ يعود كُلّ يوم ومركبه خال، فكان دائمًا يُسرع ليساعده في حمل الخيوط الملفوفة، أو الشراع المطوي حول السارية، وكان الشّراع المُرقع بأكياس الطحين، يبدو مثل رايَةٍ هَزيمة دائمة. وله تجاعيد عميقة في قفا رقبته، وعلى حَدَّيه بُقع بنيّةٌ هي نوع من سرطان الجلد الذي سببته الشَّمس من ج… 22‏/4‏/2024] . : كان شَيخا يصيد السمك وحده بمركب شراعي صغير في «مجرى الخليج»، وقد أمضى - حتى الآن أربعة وثمانين يومًا دون الحصول على سمكة واحدة، وفي الأيام الأربعين الأولى كان معه صبي . ولكن بعد أربعين يومًا بلا صيد سمكة، قال والدا الصبي لابنهما: إنَّ الشيخ قد أُصيب بصورة أكيدة ونهائية- بــ(النَّخس)، وهو أردأُ أنواع سوء الحَقِّ؛ فانتقل الصبي – بناءً على أوامرهم إلى قارب آخر اصطاد ثلاث سمكات جيدة خلال الأسبوع الأوّل كان الصَّبي يشعر بالحزن عندما يرى الشيخ يعود كُلّ يوم ومركبه خال، أو الخطاف والحربة، أو الشراع المطوي حول السارية، والمطوي، كان الشيخ نحيفا أَعْجَف، وله تجاعيد عميقة في قفا رقبته، وعلى حَدَّيه بُقع بنيّةٌ هي نوع من سرطان الجلد الذي سببته الشَّمس من جراء انعكاسها على البحر في تلك المنطقة الاستوائية؛ وانتشرت تلك البقع على جانبي وجهه، يديه آثار جروح عميقة خلّفها جَرُّ الأسماك الثقيلة، ورفعها بالحبال، فرحتين، إليه المركب: فقد جنينا أنت الآن مع قارب محظوظ، «ولكن تذكر كيف أمضيت سبعة وثمانين يوما دون  قال الشيخ: أليس كذلك»؟ هل لي أن أقدم إليك قهوةً في مقهى الشرفة ثمّ - «ولمَ لا؟ فهذا جار بين الصيادين». وراح . ولم يغضب هو، كانوا يتحدثون بلطف عن التيار والأعماق التي ألقوا فيها خيوطهم، وعن الجوّ الرّائق المتواصل، وعمّا رأوه. وكان الصَّيادون الذين أصابوا نجاحًا ذلك اليوم قد عادوا، وحملوها منبسطةً على لوحين خشبيين، وتحت طرف كل لوح يترنّح رَجُلان في دار السَّمك، الثلج؛ لتنقل الأسماك إلى السوق في (هافانا)، أما الذين اصطادوا أسماك القِرْش فقد أخذوها إلى مصنع سمك القرش الكائن على الجانب الآخر من الخليج حيث تُرفع بآلات خاصة، وتُزال أكبادها، وتُقطَع زعانفها، لأن الريح تراجعت إلى الشمال ثمّ همدت، الشرفة مُشمِرًا سارًا. قال الشيخ: - «نعم»، - «لا، اِذهَبْ والعب (البيسبول)، فمازال بإمكاني أن أجدف القارب، - أُحِبُّ أن أذهب لجلب السردين، قال الشيخ: مرة»؟ تهشم القارب قطعًا، - «أستطيع أن أتذكر ذيلها وهو يلبط، وضجّة الضرب بالهراوة، أستطيع أن أتذكر كيف رميتني إلى مُقدَّم القارب حيث الخيوط الملفوفة  الندية، العذبة لدمها المتساقط عليَّ». - «هل تستطيع أن تذكر ذلك حقًّا، ونظر الشيخ إليه بعينيه اللتين لوحتهما الشَّمس، والطافحتين بالمحبة والثّقة، وقال: - «لدي قطع الطعم التي بقيت اليوم، فقد احتفظتُ بها بالملح في الصندوق». قال الشيخ موافقًا: أنتَ لم تسرقهما»؟ «قد أفعل ذلك، قال الشيخ: المهانة، ولكنه أحس بأنه بلغ تلك الحال، ويعرف أن ذلك ليس مخزيًا، ولا يُسبّب له خسارة في عِزّة النفس الحقيقية. فسأله الصبي: أريد أن أخرج قبل مطلع الصباح».  حتى إذا ما اصطدت سمكةً كبيرةً حقا، مثل طير يصطاد شيئًا ما وأجعله يتجه بعيدا وراء «هل عيناه بذلك الضعف»؟ «إنّه أَعمى تقريبًا». قال الشيخ: ما يقتل العينين». ولكنَّكَ أمضيْتَ سَنواتٍ في صيد السلاحف خارج وماتزال عيناك جيّدتين». - «إنني شيخ غريب وفريدٌ إلى حد ما». ولكن، هل أنتَ قويّ الآن بما فيه الكفاية لصيد سمكة