الأدب فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود، من حق وجميل بواسطة الكلام، فكل ما ينتجه الأدب في أية لغة من اللغات لا غاية له غير هذه الغاية، وكل أديب يكتب في أي باب من الأبواب إنما يريد بلوغها كلها أو بلوغ جانب منها، والأدب العربي لا يخرج عن أدب سائر اللغات (1).وتعد مقامات ابن ماري نموذجاً أدبياً نثرياً ثرياً، إذ ساهمت المقامات بمنح المجتمع العباسي روحاً حيوية من خلال تناولها لموضوعات لصيقة بالطبقات والفئات الاجتماعية، فهي تتناول جوانب من حياة أبناء المجتمع اليومية، وما يميز هذه المقامات أنها تتجاذب مع الرؤى الفكرية، فأصبحت هذه المقامات حاملة لتلك الرؤى.ومن خلال فن المقامات في العصر العباسي، أثبت المبدعون امتلاكهم طاقات أدبية خلاقة تجمع بين الشكل والمضامين، وراحوا يولدون نتاجات أدبية نثرية ترفض عزل جنس أدبي عن آخر، وكأنهم ينظرون إلى الأجناس الأدبية أنها تؤدي نفس الغاية رغم تباينها في الشكل، فجاءت المقامات بحضورها الشكلي والدلالي لتقدم مضامين توسع من أفق التلقي، وتكشف عن قدرة النثر على احتضان كافة الأجناس الأدبية مع الحفاظ على خصوصية وحضور كل منها في النص المقامي، من خلال منظومة من التقنيات والتكنيكات السردية التي قدمت الإبداع بأبهى صوره وقبل دراسة المقامات والوقوف عليها رؤية وشكلاً ومضموناً، يجب تعريف المقامة لغة واصطلاحاً. والمقامة السادة (۲) المقامة: تتضمن القيام فهي مشتقةالأدب فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود، والأديب هو الذي يؤدي هذه الرسالة، فكل ما ينتجه الأدب في أية لغة من اللغات لا غاية له غير هذه الغاية، وكل أديب يكتب في أي باب من الأبواب إنما يريد بلوغها كلها أو بلوغ جانب منها، والأدب العربي لا يخرج عن أدب سائر اللغات (1).وتعد مقامات ابن ماري نموذجاً أدبياً نثرياً ثرياً، إذ ساهمت المقامات بمنح المجتمع العباسي روحاً حيوية من خلال تناولها لموضوعات لصيقة بالطبقات والفئات الاجتماعية، فهي تتناول جوانب من حياة أبناء المجتمع اليومية، والإبداعية والنقدية، فأصبحت هذه المقامات حاملة لتلكالرؤى.ومن خلال فن المقامات في العصر العباسي، أثبت المبدعون امتلاكهم طاقات أدبية خلاقة تجمع بين الشكل والمضامين، وراحوا يولدون نتاجات أدبية نثرية ترفض عزل جنس أدبي عن آخر، وكأنهم ينظرون إلى الأجناس الأدبية أنها تؤدي نفس الغاية رغم تباينها في الشكل، فجاءت المقامات بحضورها الشكلي والدلالي لتقدم مضامين توسع من أفق التلقي، وتكشف عن قدرة النثر على احتضان كافة الأجناس الأدبية مع الحفاظ على خصوصية وحضور كل منها في النص المقامي، مقامات الناس مجالسهم، والمقامة السادة (۲) المقامة: تتضمن القيام فهي مشتقة من (قام)، وهي:الحديث الذي يدور في المجلس كقولهم: مقاماتنا وقف على الحلم والحجي (1). ووردت في القرآن الكريم : ( وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ ) (٢). وجدت كلمة مقامة بمعنيين فتارة تستخدم بمعنى مجلس القبيلة أو ناديها، على نحو ما ورد لدى زهير بن أبي سلمى: وفيهم مقامات حِسَانٌ وجُوهُهَا وأَنْدِيةً يَنْتَابُها القول والفعلوتارة تستخدم بمعنى الجماعة التي يضمها المجلس أو النادي، على نحو ما ورد عندلبيد: وفي العصر الإسلامي اتخذت طابع الوعظ والإرشاد في المجلس (۳).المقامة اصطلاحاً عرفها أحمد الشايب: المقامة عبارة عن قصص أدبية قصيرة تعتمد على الخيال في تأليفها، ترمي إلى غاية مثل تعليم اللغة، وسرد للموعظة ووصف الأشياء والعناية بالعبارات الجزلة البديعة، أي مكان القيام وكذلك في الخطب والتكلم في المحافل ثم قيل لما يقال من خطبة أو موعظة مقامة (4).