تتناول قصة "كبار الصبية" للكاتب بول جرالدي، موضوع العلاقة بين الآباء والأبناء، مُظهرةً الفارق الكبير بين جيل الشباب وجيل الشيب، فكل جيل يمتلك شعوره، عواطفه، ومنهجه الخاص في التفكير والعمل. رغم أن الجيل الناشئ هو امتداد للجيل السابق، إلا أن هناك تشابهًا وتباينًا بينهما. يورث الآباء أبناءهم أشياء كثيرة، لكن تربية المدرسة، الحب، الحياة، والقراءة تُغيّر الأبناء، مُشكّلةً شبهًا واختلافًا مع آبائهم. ينتج عن هذا الشبه حب وعطف، وعن الاختلاف بعدًا ونفورا. يصعب على الأبناء إخفاء حياتهم الخاصة عن آبائهم، مما يُعيق الحوار بينهم ويجعله سطحياً، مُتجنباً مواضيع جوهرية تتعلق بالقلب والعاطفة والعقل. يشكو الآباء والأبناء من هذا الوضع، فالأباء يرون أبناءهم متكبرين أو متفرنجين، بينما الأبناء يرون آبائهم متمسكين بطرق تفكير قديمة. رغم تقدير الأبناء لجهود آبائهم، إلا أن سوء الفهم يبقى قائماً. تُجسّد قصة جرالدي هذا الواقع ببراعة، من خلال حوار بين الشاب "جاك" وصديقه "دورى"، حيث يتحدثان عن أمور شخصية يُخفيانها عن آبائهم.