لدولة السعودية الأولى أو إمارة الدرعية هي دولة تأسست في وسط شبه الجزيرة العربية سنة 1157هـ/1744م، أسسها محمد بن سعود بن محمد بن مقرن أمير الدرعية والذي اتخذها عاصمة لدولته. استمرت الدولة السعودية الأولى في التوسع حتى نهايتها سنة 1233هـ/1818م على يد الجيش العثماني بقيادة إبراهيم باشا. فكانت معظم أجزاء الحجاز وتهامة خاضعة لحكم الأشراف في مكة التابعين لسلطة الدولة العثمانية. بينما كانت نجد تخضع لنفوذ بعض الأسر الحاكمة مثل آل سعود بالدرعية، والمشعبي في عرقه وآل خريف في الحلوة والقواوده في نعام والحريق وآل ماضي في روضة سدير و ال سلوم في العطار، ال سعيد في منفوحة ودهام بن دواس في الرياض، وال جفران في الحائر وبني زيد في الوشم، وكان في إقليم الأحساء شرقي الجزيرة العربية على الخليج العربي يخضع لأسرة زامل الجبري ثم تلتها السلطة العثمانية وحكم بني خالد والقطيف للفياحين وتشتهر المنطقة بالصيد والتجارة، إمارة الدرعية وهي الدرعية (بلدة أو قرية صغيرة تقع بالقرب من القطيف)، وهي منسوبة إلى جدهم درع، وقد قدم مانع المريدي بعد أن دعاه ابن عمه ابن درع إلى حجر اليمامة لأخذ منطقة بالقرب من وادي حنيفة هما غصيبة والملبيد، وتكاثر سكان الدرعية، فقاتلهم، وأجلاهم عن قريتيهم وألحقهما بأراضي الدرعية، وبعد وفاة مرخان، تأمر ابناه ربيعة ومقرن مشتركين معا، وتداول الإمارة بعدهما، ابناهما وطبان بن ربيعة بن مرخان، ومرخان بن مقرن بن مرخان. ثم ناصر بن محمد بن وطبان، فإدريس بن وطبان، إلى أن كانت أيام موسى بن ربيعة بن وطبان سنة 1121هـ/1709م؛ خلفه أكبر رجال الأسرة سناً، ميثاق الدرعية بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته بعد حفظه للقرآن الكريم وتعلمه العلوم الشرعية والسفر لمكة والمدينة والبصرة لتلقي العلوم على علمائها وما شاهده من بعض البدع التي يفعلها أكثر العوام كالدعاء عند قبور الأموات واعتقاد النفع والضر فيهم والتمسح بها والطواف بها وغيرها من المعتقدات الباطلة، وكان الشيخ محمد يعتقد بعقيدة السلف الصالح من علماء المسلمين. كانت أولى رحلات الشيخ محمد رحلته إلى الحجاز، ثم سافر إلى البصرة لتلقي العلم، وأخذ عن الشيخ محمد المجموعي ثم ارتحل إلى الأحساء، والتقى بالشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، وأعلن دعوته في هذه البلدة. وصار له طلاب علم فألف كتابه الأشهر كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وقد انتشر الكتاب بين طلبة العلم، وبعد محاولة قتله من الذين أنكر عليهم الكثير من أعمالهم، خرج الشيخ بعدها إلى العيينة وكان أميرها عثمان بن حمد بن معمر الذي أيده ونصره وتزوج الشيخ من الجوهرة بنت عبد الله بن معمر وبدأت الدعوة الإصلاحية فسار الشيخ مع جيش ابن معمر لهدم قبة قبر زيد بن الخطاب فهدمها الشيخ بيده وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبدأ صدى الدعوة ينتشر وبدأت المخاصمة من بعض العلماء الذين راسلوا علماء مكة والمدينة والبصرة ثم شكوه إلى حاكم الأحساء سليمان بن محمد آل حميد لخروجه عما يعتقدون أنه إجماع المسلمين فأرسل لابن معمر يطلب منه قتل الشيخ وإلا فإنه سيقطع عنه الخراج فأمر بخروج الشيخ من العيينة فتوجه لدرعية بعدما توجه الشيخ إلى الدرعية توافد عليه الطلاب ومنهم ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود أخوة أمير الدرعية محمد بن سعود ولم يكن الأمير مهتمًا في البداية للشيخ إلا بعد طلب زوجته الأميرة موضي بنت أبي وطبان منه الذهاب إليه ونصرته، وطلب ثنيان ومشاري من الأمير أن يذهب إليه بنفسه فالتقى الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الأمير محمد بن سعود وكان الأمير يخشى بعد نصرته أن يفارقه الشيخ ويستبدل غيره، بعد ميثاق الدرعية Crystal Clear app kdict. بدأ الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" دعوته في الدرعية بعد اتفاقه مع الأمير "محمد بن سعود"، الذي عُرف تاريخياً باتفاق الدرعية عام (1157هـ/1744م)، وقد بقي الشيخ عامين يدعو الناس فيها إلى التوحيد الخالص، فقام بمراسلة العلماء والأمراء يدعوهم فيها لقبول دعوته الإصلاحية، علماء مصر والشام والعراق والهند واليمن. وحريملاء، والفرعة، حدث أن انكرت بعضها مواثيقها مع الدرعية، وأعلن بعضها الثورة ضدها، الأمر الذي دعى أمير الدرعية لمجابهة كل بلد على حدة حتى تمكنت من إعادتهم جميعاً إلى طاعتها. التوسع في نجد خريطة تبين بعض أهم المدن والقرى والهجر الواقعة على هضبة نجد، ولم تعرف الدولة السعودية الناشئة استقرارًا لكثرة الحروب وكثرة الخصوم للدولة والدعوة -والتي دأب الخصوم على تسميتها بالوهابية- ورفض الدعوة الإصلاحية وتبدل ولاء بعض البلدان بين حينٍ وآخر. إقليم العارض يقصد بالعارض الرياض وما حولها، مثل: الدرعية والعيينة وضرما ومنفوحة وقد كان أكبر خصوم إمارة الدرعية أمير الرياض دهام بن دواس الذي رفض الدعوة الإصلاحية وقاتل ضد توسع إمارة الدرعية في سبعة عشر موقعة لمدة سبعة وعشرين عاماً، قُتل فيها حوالي أربعة آلاف قتيل أشهرها وقعة الشياب ووقعة العبيد، وقد قاد دهام حملة على إمارة الدرعية قتل فيها فيصل وسعود ابنا محمد بن سعود وبعدها وقعة الشراك ووقعة البنية ووقعة الخريزة ووقعة الحبونية ووقعة البطحاء؛ واستمر الكر والفر حتى طلب دهام بن دواس الصلح من الشيخ محمد والإمام محمد بن سعود ووافق على الشروط وهي عودة أنصار الدعوة للرياض وأن يرد إليهم أموالهم، وقد شارك دهام في حرب الدرعية ضد قبائل الضفير في وقعة جراب وبعد وفاة الإمام محمد بن سعود تجددت الخلافات والحروب بين إمارة الرياض والدرعية حتى سقطت الرياض بعد أن تركها دهام بن دواس بعد مقتل ولديه وعجزه عن مواصلة الحرب، وذهب إلى الدلم وقد دخل الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الرياض في ربيع الآخر سنة 1187هـ/1773م فعلم بفرار دهام فخضعت له الرياض وانتشرت فيها الدعوة الإصلاحية. وانضمت منفوحة بقيادة أميرها علي بن مزروع لتبني الدعوة في 1159هـ/1746م ونقض أهلها عهدهم للدرعية سنة 1166هـ/1753م، وتم ضم العيينة الذي تبنى أميرها عثمان بن حمد بن معمر الدعوة الإصلاحية ولكنه أخرج الشيخ محمد بسبب ضغوط من حاكم الأحساء سليمان بن محمد آل حميد، وقد شارك أمير العيينة في حروب الدرعية وتم قتله سنة 1163هـ/1750م بعد صلاة الجمعة، بسبب وجود القرائن من مؤيدين الدعوة بعدائه للدولة السعودية الناشئة ووجود اتفاقات سرية مع خصوم الدولة، وبعده عين مشاري بن معمر وتم عزله وعين مكانه سلطان بن محيسن المعمري وانتهى حكم آل معمر وأصبحت العيينة تابعة للدولة السعودية الأولى. ولكن آل راشد من حريملاء هجموا عليهم وقتلوا الأمير محمد بن عبد الله وثمانية من أتباعه ونجا مبارك بن عدوان واستنجد بالإمام محمد بن سعود الذي أرسل ابنه عبد العزيز الذي تمكن من السيطرة على حريملاء وتعيين مبارك بن عدوان أميراً لها وقد تم عزله بعد تنكره للدعوة وتعيين أحمد بن ناصر بن عدوان. إقليم الوشم وسدير والخرج بدأ توسع الدولة السعودية الأولى في إقليم الوشم بمدينة شقراء التي بايعت الإمام بن سعود، ومن ثم القويعية التي بايعت سنة 1169هـ/1755م، ومن البلدان التي رفضت وقاومت التوسع السعودي ثرمداء وبلدة أشيقر وبلدة القصب وبلدة مرات وبلدة الفرعة وجميعها لم تصبح تابعة للنفوذ السعودي إلا بعد أن قام الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بعدة حملات عسكرية ضدها، كما قامت الدرعية أيضاً بعدة حملات ضد إقليم سدير استمرت لأكثر من عشر سنوات، واستطاعت السيطرة على بعض بلداته وعلى روضة سدير وفي عام 1196هـ/1782م قام تحالف كبير ضد نفوذ الدولة السعودية الأولى ويضم التحالف آل ماضي من روضة سدير وأمير الخرج زيد بن زامل الدليمي واستطاع التحالف إخراج القوات السعودية من الروضة ولكن القوات السعودية في ثادق استطاعت بعد ذلك هزيمة آل ماضي والسيطرة على روضة سدير وتعيين عبد الله بن عمر أميراً عليها. استمر التوسع للسيطرة على إقليم الخرج الذي قاوم التوسع السعودي بقيادة أميرها زيد بن زامل الدليمي وقد شارك زيد في عدة أحلاف ضد الدرعية زعماء جنوب نجد وبمساعدة من أهل نجران لشن هجوم بجيش كبير ضد الدرعية وقد انهزمت القوات السعودية في معركة الحاير التي وقعت بينها وبين مقاتلي نجران بقيادة حسن بن هبة الله المكرمي، إذ تمكن الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب من عقد اتفاق مع المكرمي جعله يصرف راجعاً إلى نجران، اما زيد بن زامل فقد اضطر بعد ذلك إلى عقد صلح مع الدرعية ولكنه خرج عليه فأمر الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود بتنحيه وتعيين سليمان بن عفيصان واستمر زيد في حربه للدرعية حتى تم قتله واستمر أبناؤه من بعده في حروبهم مع الدرعية ولم تستقر الخرج في عهد محمد بن سعود وترددت بين المبايعة والنقض واستطاع عبد العزيز بن محمد إرجاعها لسلطة الدولة السعودية الأولى. منطقة القصيم أعلنت بريدة بقيادة أميرها حمود الدريبي ال أبوعليان ولاءها لإمارة الدرعية وتبنيها للدعوة الإصلاحية سنة 1182هـ/1768م ولكنها لم تستقر حتى حاصرها سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1189هـ/1775م وتم تعيين حجيلان بن حمد التميمي أميرا عليها، وقامت بثورة كبيرة في سنة 1196هـ/1782م وطلبت من حاكم الأحساء سعدون بن عريعر العون فأرسل قواته المتحالفة مع قبائل الضفير وبني رشيد وبادية شمر وعنزة وحاصرت القوات بريدة الموالية للحكم السعودي وأميرها حجيلان بن حمد لعدة أشهر ولكن الحصار فشل ورجعت قوات سعدون وتوجهت لروضة سدير واستولت عليها، واستطاع سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1202هـ/1788م إخضاع عنيزة للحكم السعودي. وشهدت السنوات 1207هـ، حملات الدولة السعودية الأولى على منطقة الجوف (دومة الجندل، القريات)، مما أدى إلى دخولها في نفوذ الدولة السعودية الأولى. التوسع شرق نجد بدأ حكم بني خالد في الأحساء بقيادة زعيمهم براك بن غرير آل حميد سنة 1080هـ/1669م بعد طرد الحامية العثمانية واستمر التوسع لدولة بني خالد حتى وصل إقليم العارض في نجد، وفي عهد حاكم الأحساء سليمان بن محمد بدأ الصراع مع الدرعية فقد أمر حاكم الأحساء من أمير العيينة قتل الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأخرجه أمير العيينة للدرعية، وقد حدث خلاف بين زعماء بني خالد نتج عنه طرد سليمان بن محمد من الأحساء فلجأ للخرج ومات هناك وتولى عريعر بن دجين زعامة بني خالد وحكم الأحساء. بدأت حملات بني خالد على الدرعية سنة 1172هـ/1759م حين قام عريعر بن دجين بالتحالف مع أمراء نجد ووصل التحالف لبلدة الجبيلة شمال وادي حنيفة ولكن الحلف تصدع ولم ينجح وعاد عريعر بن دجين إلى الأحساء. تزعم عريعر بن دجين حملة كبرى سنة 1178هـ/1765م بالتحالف مع حسن بن هبة الله المكرمي زعيم نجران ودهام بن دواس أمير الرياض وبعض أمراء نجد وتلقت الدرعية ضربة من قوات نجران هددت بسقوط الدولة السعودية الناشئة وعقد الإمام محمد بن سعود آل مقرن الحنفي والإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي صلح مع أمير نجران فأوقف أمير نجران هجماته ولكن قوات عريعر وصلت للدرعية وحاصرت الدرعية لمدة شهر كامل. بعدها قام عريعر بن دجين سنة 1188هـ/1775م بهجوم على منطقة القصيم ونجح في إبعاد عبد الله بن حسن وتعيين راشد الدريبي آل أبوعليان وكان ينوي شن هجوم على الدرعية ولكنه توفي بعد شهرين من انسحابه من بريدة. في الأحساء دب الخلاف والصراع بين زعماء بني خالد بعد وفاة عريعر بن دجين حتى تولى سعدون بن عريعرالحكم، قام سعدون بعدة حملات وتحالفات ضد الدرعية ومنها حصار بريدة. بدأ ميزان القوة يتغير فبدأت حملات السعودية ضد الأحساء فقام سعود بن عبد العزيز بن محمد سنة 1198هـ/1784م بشن حملة على قرية العيون وغنم منها غنائم كثيرة وقام الإمام سعود في 1199هـ/1785م بعملية استيلاء على قافلة قادمة من الأحساء. تجدد الخلاف بين زعماء بني خالد فخرج سعدون بن عريعر من الأحساء ولجأ للدرعية فاستغلها الإمام عبد العزيز بن محمد؛ فأمر قائده سليمان بن عفيصان بغزو الأحساء فغزا بلدة الجشة وميناء العقير وأشعل النيران فيها بعد أن استولى على الأموال فيها. قاد الإمام سعود بن عبد العزيز حملة ضد بني خالد وقائدهم عبد المحسن بن سرداح سنة 1204هـ/1789م في غزوة غريميل انهزم فيها جيش بني خالد وهرب عبد المحسن للمنتفق، وعين الإمام سعود زيد بن عريعر أميراً. واستطاع بعدها الإمام سعود هزيمة براك بن عبد المحسن بن سرداح وفراره للمنتفق في معركة الشيط والسيطرة على الأحساء، ومبايعة أهلها وتعيين أمراء لها ونشر الدعوة السلفية وهدم القباب والأضرحة وبناء المساجد. التوسع في مناطق الخليج العربي توسعت الدولة السعودية للسيطرة على قطر واستطاع إبراهيم بن عفيصان السيطرة على القرى فريحة والحويلة واليوسيفية والرويضة ونشر الدعوة الإصلاحية فيها سنة 1208هـ/1794م. استطاع بسط سيطرته على الزبارة مقر إقامة آل خليفة فخرج آل خليفة لجزيرة البحرين. وقد تمكن آل خليفة من إجبار ابن عفيصان ومن معه من المقاتلين من إخلاء البحرين، وقد كان الحكم السعودي في البحرين غير مستقر، وذلك لأسباب عدة ومنها: صعوبة المواصلات البحرية، لأن الدولة السعودية لم يكن لديها أسطول عسكري بحري، وإنما كانت تستخدم مراكب الغوص. تنافس القوى المحلية والدولية على البحرين لأهمية موقعها. توسعت الدولة السعودية أيضاً في عمان فأرسلت مطلق بن محمد المطيري فاستولى على مطرح ونزوى ووصل إلى رأس الخيمة وعقد صلحاً مع القواسم اعتنقوا بموجبها القواسم العقيدة السلفية وهدموا جميع الأضرحة. الحجاز وكان واضحاً أن السعوديين متفوقون في القوات، فقد واصلوا تقدمهم نحو الجنوب حتى وصلوا نجران والحدود الشمالية لليمن. ولكنه دحر هناك، وسيطر الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود على بيشة. في شتاء عام 1220-1221هـ/1805م-1806م عزم الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود على تسديد ضربة قاضية إلى غالب، وحاصر مكة مع قادته عبد الوهاب أبو نقطة وعثمان المضايفي وابن فرحان الرشيدي وسالم بن شكبان (أمير بيشة)، ودخلت القوات السعودية مكة. ثم دخل السعوديين المدينة وفي الوقت ذاته دخلوا ينبع كذلك. اعتباراً من عام 1221هـ/1806م أخذ الإمام سعود يؤدي فريضة الحج سنويا على رأس قواته، وفي الطريق تنضم إليه فصائل من عسير والطائف وقبائل من مناطق الحدود بين الحجاز ونجد وعسير ومحاربون من مختلف مناطق نجد وجبل شمر بزعامة أمرائهم. وقد شهد ابن بشر حج الإمام سعود ذات مرة وترك وصفا تفصيلياً له. وتلقب بالإمام، ليعطي الدولة صفتها الإسلامية، وكان من أهم واجباته تحقيق الأمن والاستقرار بتطبيق الأحكام الشرعية، ويشرف الحاكم بنفسه على كل ما يصله من مكاتبات من عماله على الأقاليم، ليكونوا عبرة لغيرهم، فعم الأمن وأمن الناس على مواشيهم وأصبح بمقدرة الفرد السفر متى يشاء دون أن يخاف قطاع الطرق. كان نظام الحكم وراثياً، وتؤخذ البيعة قبل وفاة الامام لابنة الأكبر حتى تسلم البلاد من الخلافات وتمرد الأقاليم، ويعلل هذا الأمر لخوف صاحب الدرعية من استبداد أفراد الأسرة بالسلطة وبذلك يسيئوا إلى الرعية، ولضمان ولائهم، وربما فضل الإمام تواجدهم في الدرعية ليكونوا سنداً له إذا احتاجهم في الغزوات ويأخذ مشورتهم. فلم يعيين قادة الدرعية أمراء للمناطق من الأسرة الحاكمة، بل كان يتولى كل منطقة أميرها السابق في حكمها، حتى البادية استمر رؤساء القبائل في اخضاع العشائر التابعة لآل سعود؛ فهم أقدر في ضبط أهالي المنطقة. فكان من واجبات أمير كل منطقة أن يعمل على تطبيق أوامر الشرع بين سكان منطقته ويساعد عمال الزكاة على جبايتها، وكان يوجد مع كل أمير قاضٍ معين من الدولة السعودية يتقاضى مرتباً من خزينة الدولة، ويكون أمراء الأقاليم هم المسؤولون أمام الحاكم مباشرةً، ويقوم بتوزيع ما يرسله الإمام من عطايا إلى اقليمه، الشؤون العسكرية لم يكن للدولة السعودية جيش دائم؛ فقد كان الحاكم أو نائبه في الغزو يطلب من أمراء المناطق وشيوخ القبائل عدداً معيَّناً من المقاتلين لينضموا إلى الغزو الذي يراد القيام به، شاركوا في الغزو تديناً أو رغبة في الحصول على نصيب من الغنائم. أما بالنسبة للحرس الخاص للحكام في الدرعية وللأمراء في قاعدة كل منطقة من مناطق الدولة، كان هناك جنود دائمين. أما عن الأساليب التي اتبعها القادة السعوديون في الأعمال العسكرية، فمنها السيوف، الرماح، الخناجر، البنادق، والمدافع التي غنموها من خصومهم فقد استفادوا منها ضد الحملة العثمانية التي قام بها حاكم مصر. الأمراء والقادة رسماً للإمام عبدالله بن سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى سنة 1818م؛ نشرت في كتاب تاريخ مصر في عهد محمد علي سنة 1823م لفيلكس مانجان العامل في البلاط المصري من أشهر الأمراء والقادة الذين كان لهم أثراً كبيراً في الدفاع عن الدولة السعودية الأولى، إبراهيم بن سليمان بن عفيصان العايذي. محمد بن سويلم العريني عثمان المضايفي العدواني. عبد الوهاب أبو نقطة المتحمي. طامي بن شُعَيب المتحمي. مطلق بن محمد المطيري. غصَّاب بن شرعان العتيبي. رحمة بن جابر الجلهمي. حمد بن راشد العريني السبيعي مسلط بن قطنان السبيعي. سالم بن شكبان الشهراني. محمد بن دهمان الشهري. ربيع بن زيد المخاريم. محمد ال علي السبيعي. حباب بن قحيصان المطيري. القضاء قامت الدولة السعودية الأولى على أساس ديني وسارت وفق أحكام الشريعة القرآن والسنة، لذا فإن منصب القاضي هو من المناصب الحساسة في الدولة والمهمة لأنها على احتكاك مباشر بالناس ومصالحهم الشخصية ويشترط في من يتولى منصب القاضي أن يكون من علماء الشرع الذين لهم خبرة طويلة بممارسة العلوم الشرعية لكي يستطيع الفصل في المنازعات والشكاوي التي تعرض عليه في منطقته، ومنصب القاضي يأتي بعد أمير الإقليم في الرتبة ويكون ثابتا في منصبه بخلاف المناصب السياسية والإدارية التي تتأثر بالمتغيرات التي تطرأ على الدولة، وكان القاضي ينفذ أحكام الشرع في المخالفين وذلك للمصلحة العامة المترتبة على الجميع، وزعت الدولة القضاة في أقاليمها فقد عين الإمام محمد بن سعود الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين قاضيا لمنطقة الوشم، وعبد الله بن سعود، وفي عهد عبد الله بن سعود صار الشيخ عبد الله أبا بطين قاضيا على عمان وأصبح الشيخ محمد بن طراد الدوسري معتمداً في بلدته حوطة سدير في الإفتاء والتدريس وذلك بعد أن قرأ على علماء دمشق سنة 1177هـ. ازدهرت الحياة العلمية بتلك الفترة، ووجدت بالدرعية مكتبات قيمة ضمت كتباً كثيرة لموضوعات علمية مختلفة، مثل: الحديث والتفسير والسيرة النبوية والفقه، وقد أضافوا للمكتبة العربية والإسلامية كثيراً من الكتب القيمة لاسيما في مجال التوحيد والعقيدة. الاقتصاد الزكاة، كان دخل الدولة من الزكاة يزداد بازدياد قوتها وإتساع نفوذها، وبلغ قمته زمن الإمام سعود بن عبد العزيز. كانت الدولة تأخذ خمس ما يغنم من الخصوم بحرب. ويدخل الفيء كله بيت مال الدولة. العِملة النقديَّة دولار ماريا تريزا. ونمساوية. وتعد هذه العملة من أشهر العملات الأجنبية التي استخدمت على نطاق واسع في الجزيرة العربية، وهو عبارة عن قطعة نقدية من الفضة كبيرة الحجم، ولدقة وزنه أصبح وحدة وزن في الأسواق الشعبية، وهو من أشهر العملات في نجد، والدولار النمساوي والريال الفرانسي هذا قد نقش على وجهه صورة الإمبراطورة ماريا تيريزا بوضع جانبي تنظر جهة اليسار، أما ظهره فقد نقش عليه شعار الإمبراطورية الرومانية المقدسة المتمثل في النسر ذي الرأسين. أيضا العملة المحمدية وهي وحدة نقد عثمانية تنسب إلى السلطان محمد خان الرابع بن إبراهيم الأول خان بن أحمد، وتضرب في البصرة بالعراق. وقد قام الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود بسك هذا النقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 1219هـ إلى سنة 1228هـ. نهاية وسقوط الدولة السعودية الأولى png مقالة مفصلة: الحرب العثمانية السعودية كانت نهاية الدولة السعودية على يد والي مصر العثماني محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا الذي قاد الحملة المصرية الثالثة إلى وسط الجزيرة العربية واستطاع الوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة بعد معارك عديدة فدمرها وأنهى الدولة السعودية الأولى وقبض على الإمام عبد الله بن سعود وأرسله مع من وجد من آل سعود إلى إسطنبول حيث أعدموا هناك. وقام إبراهيم قبل انسحابه من الجزيرة العربية بإعدام رجال الدولة السعودية الكبار من قادة وعلماء، وكان من بينهم آل عفيصان؛ ومنهم أمير الخرج عبد الله بن سليمان بن عفيصان، وابن أخيه متعب بن إبراهيم بن عفيصان. فلم يبقَ منهم إلا الأطفال يقول ابن بشر عن هذه الحادثة: «أقبل الآغا الذي في حوطة الجنوب المسمى جوخ دار ومن معه من العساكر. وهم فهد بن سليمان بن عفيصان وأخوه عبد الله بن سليمان بن عفيصان ومتعب بن إبراهيم بن سليمان بن عفيصان واستأصل جميع خزائنهم وأموالهم وقتل أيضا علي بن عبد الوهاب قتلوه قرب الدرعية وكان له معرفة في الحديث والتفسير وغير ذلك. يقول قائد الجيوش الغازية إبراهيم محمد علي باشا في رسالته لوالده حاكم مصر يخبره عن هذه الحادثة وكأنه يطابق نص ابن بشر في إعدام آل عفيصان وترحيل حجيلان إلى المدينة المنورة: «وقد رتبه الجزاء اللازم امتثالا للأمر العالي ولإرادة حضرة ولي النعم على الذين يميلون إلى الفساد في نجد وعارض وسائر الأقاليم أو يلاحظ أن يكونوا مبعث فتن من أمراء عبد الله بن السعود، ويروي الكابتن البريطاني سادلير والذي كان مكلفا من قبل الإمبراطورية البريطانية بملاقاة إبراهيم باشا وذلك من أجل حشد القوى المحلية من آل بوسعيدي في مسقط وإبراهيم باشا لتحجيم دور الشيوخ القواسم حلفاء الدولة السعودية الأولى قصة اغتيال آل عفيصان بقوله: "كان يسكن الخرج أربعة شيوخ بالقرب من السلمية، وهم من سلالة عفيصان، أوهمهم الباشا بالأمان ثم قرر أن يفتك بهم، إذ أمر جوقدار - باشا السلمية - بذلك،