عمارة المساجد المملوكية تحتفظ عمارة المساجد بالتقاليد السابقة؛ ومن حرم مغطى، أمَّا المدرسة فهي مؤلَّفة من إيوانين متقابلين مفتوحين على صحن، وقد تلحق بالمدرسة -غالبًا- أضرحة ومصليَّات. وظهر في هذا العصر بناء الجامع والمدرسة، أمَّا الخانقاه فهي أشبه بمدرسة مخصَّصة للصوفيَّة أو لرجال الأعمال؛ حيث يكون لهم جناح في هذا المبنى لمزاولة أعمالهم، والخانات هي فنادق للمسافرين والقوافل تتكون من طابقين أو أكثر، والطوابق العليا للسكن، أما الوكالات فهي مخصَّصة للتجار ورجال الأعمال. ومع أنَّ فنَّ العمارة المملوكي كان محصِّلة الفنون المعمارية التي ظهرت قبل هذا العصر، فإنَّه امتاز بنضج الزخارف واستخدامها للحجر والآجر والإكساء بالرخام مع زيادة الاهتمام بطراز الأعمدة والدعامات من الرخام والغرانيت، واستعمال موفَّق لأعمدة قديمة. اهتمَّ المعمار بواجهات المنشآت؛ إذ ظهرت عناصر زخرفية جديدة بدت على شكل مقرنصات وشرَّافات مسنَّنة، مع الاهتمام برشاقة المآذن وزخرفتها حجريًّا، وازداد الاهتمام بالمداخل الشامخة التي تظهر واضحة في بناء مسجد السلطان حسن ومدرسته في القاهرة، بالإضافة إلى المشربيَّات والشناشيل في عمارة القصور والبيوت التي تُحقِّق الإطلال الخارجي مع احتجاب النساء، طبيعيًّا. أكثر المنشآت المعماريَّة انتشارًا وما زال حتى اليوم ما يقرب من خمسة وخمسين مدفنًا، وتأخذ القبَّة شكل التربة، وبعضها الآخر ملحقًا بمنشآت أخرى، وتغطي الصالةَ المدفنيَّة قبَّةٌ ذات رقبةٍ دائريَّةٍ أو مضلَّعة تنفتح فيها نوافذ عدَّة، محمولة على عنق مثمن، وتبدو القبَّة شديدة الارتفاع مقطعها قوسي، أشهر المساجد المملوكية وآخر مسجد هو مسجد السلطان مؤيد (854هـ=1450م)، ولكن مسجد السلطان قلاوون (684هـ=1285م)، يُعدُّ من أهمِّ المساجد المملوكيَّة وأجملها، وهو مجموعةٌ معماريَّةٌ تتضمَّن مشفى (بيمارستانًا) ومسجدًا أُلحقت به مقصورات للطلاب، ثم ضريح السلطان، وفي دمشق وحلب مساجد تعود إلى ذلك العصر أنشأها نوَّاب السلطان، من أمثال جامعي تنكز ويلبغا في دمشق، وفي حلب جامع الطنبغا وجامع الأطروش (أقبغا). نموذجًا معماريًّا متميِّزًا؛ يقوم البناء على سطح منحدر، تنفتح من جهاته الأربع إيوانات ذات قبَّةٍ منكسرة، ولكن الإيوان المجابه للمدخل هو الأوسع، وفي وسطه مقصورة مرفوعة، وإلى جانبي المحراب بابان يصلان الحرم بصالةٍ كبرى ذات قبَّة؛ هي مدفن السلطان حسن، وتنهض في مقدِّمة البناء مئذنتان. اهتمَّ المعمار عمومًا بتزيين المآذن بالمقرنصات أو "بالقيشاني" وغيرها،