وقد اقتضتهم أمانتهم العلمية أن ينهوا على كل ما ساورهم من شك أو داخلهم من شبه، بل ربما أوغلوا في الشك وبالغوا في الاتهام رغبة في تخليص الشعر الجاهلي مما يمكن أن يلحقه من قتام أو تطاير هذا مع قرب عهدهم في الجاهلية وسهولة تثبتهم من المعمرين أو ممن روى من العمرين عن أهل الجاهلية، إذ نرى أنهم يفتشون في آداب العرب بعين حاقدة وقلب مدخول فإذ برز في العربية شاعر بمعانيه الأبكار وأخيلته الرائعة فالفضل فيما يجري في عروقه من دم غير عربي . و كانت قضية الانتحال في الشعر الجاهلي من القضايا التي درسها المستشرقون وكتبوا فيها بنفس حاقدة فخلقوا حولها ظلالا من الشكوك وخطوطا من الخرافات والأكاذيب، ويقول شوقي ضيف: (13) لقد لقت هذه القضية – انتحال الشعر – أنظار الباحثين من المستشرقين والعرب وبدأ النظر فيها (نولدكه) وتابع بعده أمثال (رسيه وبروكلمان ومارجليوت) أكبر من أثاروا هذه القضية في كتاباته إذا كتب فيها مقالا مفصلا نشره في مجلة (الجمعية الآسيوية الملكية)،