فقد يصبح عدوانيا ينزع إلى الانتقام لافتقاره إلى المشاركة الاجتماعية الفعالة مثل نظيره السوي سمعياً. وبالإضافة إلى ذلك، ربما يؤدي إحساس الأصـــم بالنقص والقصور العضوي إلى التعويض الزائد، كما أشار ادلر (هول ولندزي، ۱۹۷۱) لمفهوم العجز العضوي الذي ربما يظهر في أشكال مختلفة من العدوان الموجه نحو الغير أو نحو نفسه أو ربما يرجع لكثرة ما يصادفه من احباطات متتالية بسبب إحساسه بالإعاقة السمعية ولذا يظهر عليه سمات الكذب ويميل إلى السرقة وتدمير ممتلكات الغير ويخرج على القانون، وتظهر عليه الثورات الانفعالية الشديدة. ويرى الباحث أيضاً أن المراهق الأصم ربما يعيش في صراع نتيجة لانعدام الدفء العاطفي من المحيطين به لإحساسه بإعاقته السمعية. وترى كارن هورني (هول ولندزي (۱۹۷۱) في تفسيرها للصراع أن الفرد يتحرك في ثلاثة محاور رئيسية فهو يتحرك حول الناس حتى يشعر بالأمن، ويتحرك ضد الناس لكي يقاتل بشكل شعوري أو لا شعوري، فهو لا يثق بنوايا مشاعر الآخرين ويحاول أن يكون الأقوى ويتغلب على الجميع لكي يحمي نفسه من جهة وينتقم بها من جهة أخرى، ويتحرك بعيدا عن الناس لأنه لا يريد أن ينتمي للآخرين ولا أن يحاربهم ويعاديهم، بل بعيدا عنهم لأنهم لا يفهمونه ويبني لنفسه عالما خاصا عن طريق أحلام اليقظة. وفي هذا يرى الباحث أن الشعور بالعجز في الاتجاه الأول، والشعور بالعداء فـــي الاتجاه الثاني، ومن ثم يرى أن الشعور بالعداء هو الغالب في شخصية المراهق الأصم لفقدانه حاسة السمع التي تعتبر من أهـم حواس الاتصال بين الفرد والعالم الخارجي. ويأمل الباحث من خلال نتائج هذا البحث أن تصمم برامج إرشادية قصيرة المدى أو طويلة المدى لعلاج سلوك العدوان لدى المراهقين الصم بهدف إعلانـه واستخدامه في مناشط اجتماعية تفيد الفرد المعوق سمعياً والمجتمع.