يؤرخ العديد من المحللين الاستراتيجيين والعسكريين، خاصة المحلل العسكري "ويليام ليند (William Lind) بداية الحروب الحديثة بـ "معاهدة صلح وستفاليا" في عام 1648، وعلى الرغم من تعدد تصنيفات الحروب، يفرق بين عدة أجيال منها، -1- حروب الجيل الأول: اعتمدت على استخدام البنادق والمدافع البدائية، إذ كان الخصوم المتحاربون يحشدون عددًا ضخمًا من القوات في شكل صفوف لتوجيه النيران بكثافة وعلى امتداد ميدان المعركة. ومثال ذلك الحروب النابليونية في أوائل القرن التاسع عشر. فإن تكتيكات الصفوف" أصبحت عقيمة وانتحارية (2). أدى التطور التكنولوجي وتوافر قوة نيران أشد : كثافة في ميدان المعركة، مع انتشار البنادق الآلية والمدرعات الثقيلة، فقد كان الهدف الرئيسي من الحرب هو الاستنزاف. وقد أوجز الفرنسيون العقيدة الأساسية لهذا الجيل من الحروب في المبدأ التالي: "المدفعية تهزم والمشاة تحتل"، وهو ما جعل النيران الكثيفة هي السلاح الحاسم في المعركة. بالإضافة إلى التركيز على الطاعة والنظام والانضباط، وليس المبادرة لأنها تخل بالتنسيق بين استخدام الأسلحة المختلفة (1)، والاعتقاد بوجود حلول منهاجية للمشكلات كافة، والطائرات المقاتلة، فضلا عن الاستفادة من الاقتصاد الصناعي للدول الأوروبية لإنتاج العتاد العسكري بكميات ضخمة (2). ولا يزال هناك العديد من المناصرين لتبني هذا النمط من الحروب حتى الآن، -٣- حروب الجيل الثالث: ظهر هذا الجيل من الحروب خلال الحرب العالمية الثانية، وقد ساهم في ظهورها عاملان أساسيان، هما: استمرار التطور التكنولوجي، خاصة ظهور الدبابات، بالإضافة إلى تطور الطائرات المقاتلة ونظم الاتصالات؛ وسمح بالتنسيق بين نيران القوات البرية والجوية، وقد ساعد هذا جيشًا ذا عدد أقل من المقاتلين على الانتصار على جيش أكبر عددًا، أما العامل الحاسم في صعود هذا الجيل من الحروب، فقد عمدوا إلى تطوير تكتيكات عسكرية راديكالية مختلفة تماما عن سابقتها، بدلا من الاستنزاف (2) عن طريق لعبت عدة عوامل دورا كبيرا في تصاعد الالتفاف على قوات العدو، وتحقيق توظيف أدوات الحرب في وقت السلم، والحروب الاقتصادية اختراق عميق لدفاعاته، من أجل فضلا عن دعم الجماعات الإرهابية، أو قطع خطوط إمداداته وتدمير مراكز الميليشيات المسلحة بأسلحة متقدمة لتوظيفها ضد الدول المناوئة لها، هو ما يهم، وأضحى قادة الجيش مطالبين بتحقيق نتائج إيجابية بغض النظر عن التكتيكات التي يتبعونها، -٤- حروب الجيل الرابع: وقد حدد "ماو تسي تونج" المراحل الثلاث الضرورية لنجاح حركة التمرد من وجهة نظره، تكون العمليات العسكرية مقتصرة على الاغتيالات السياسية التي تصاحبها حملات دعائية من أجل حشد دعم السكان الحركة التمرد. وتمتد حروب الجيل الرابع لسنوات، وفي بعض الأحيان لعقود طويلة، فقد حارب الفيتناميون الولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمان، وقام الفلسطينيون بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي منذ إعلان قيام الدولة الإسرائيلية في عام 1948 على أقل تقدير، فعلى سبيل المثال، تطلب القضاء على حركة التمرد في السلفادور حوالي 12 عاماً. أما المرحلة الثانية،