وبعد أن زُجّ الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. إن محاولات هروب الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية تُعد بالعشرات، وقد نُسجت حولها روايات مثيرة وقصص كثيرة، تستحق التوثيق بكل تفاصيلها وتصلح لأن تكون سيناريوهات لأفلام عالمية. أو من خلال خداع شرطة السجن والحراسات للهروب في السيارات التي تزود السجن بالخبز والمواد الغذائية، بالإضافة إلى استغلال فرص الذهاب إلى المحكمة، أو أثناء التنقل من سجن إلى آخر والهروب من السيارة التي تقلهم. إن محاولات الهروب من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وسجلت انتصارات أربكت سلطات الاحتلال وأجهزتها الأمنية، وكشفت عمّا يتسلح به الأسرى من إرادة قوية، وبالمقابل دفعت محاولات الهروب المتعددة هذه إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية إلى تشديد إجراءاتها وتكثيف احتياطاتها الأمنية، واتخاذ خطوات أكثر قمعية في تعاملها اليومي مع الأسرى عقب كل محاولة هروب، إن كل محاولة من محاولات الهروب من السجن، حققت – بهذا القدر أو ذاك- انتصاراً على السجان الإسرائيلي، وسُجلت جميعها بأحرف من نور في سجل تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، لكن ليس كل محاولة من تلك المحاولات تكللت بالنجاح، وفي بعضها الآخر تمت ملاحقة الأسرى وإلقاء القبض عليهم وإعادتهم إلى السجن بعد ساعات من تجاوزهم الجدار وتخطّيهم مسافة بضعة كيلومترات من السجن، واحدة من تلك العمليات التي تُوجت بالنجاح، بل واحدة من أبرز العمليات التي سجلت نجاحات عدة سيسجلها التاريخ بفخر وعزة، من الهروب من الزنزانة رقم 5 في القسم2 من سجن "جلبوع" عبر نفق حفروه على مدار عام كامل بطول 25 متراً - بحسب التحقيقات الإسرائيلية- ونجحوا من خلاله في انتزاع حريتهم رغماً عن المحتل وسجانيه. وضربة موجعة للاحتلال وإدارة السجون، لتعيدنا إلى الوراء أربعة وثلاثين عاماً، وكانوا قد شاركوا في عملية حفر نفق في محاولة للهروب من سجن شطة في سنة 2014، وقد استعان مهندسو السجون بخبراء ايرلنديين وبالتكنولوجيا الحديثة في تشييد هذا السجن، إذ تم إدخال بعض العناصر السرية تحت أرضية السجن، وهو ما يدفعهم- كالعادة- إلى الانتقام من مجموع الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية، وبصورة خاصة من أولئك الأسرى القابعين في ذات السجن المذكور وعددهم قرابة 400 أسير. لم تكن هذه أول عملية هروب من السجون الإسرائيلية، بما في ذلك محاولات الهروب الفردية والجماعية من السجن، والتي لجأ إليها الأسرى منذ الأعوام الأولى للاحتلال الإسرائيلي، كان في سجن شطة - الواقع في غور بيسان - 190 أسيراً فلسطينياً وعربياً، سجلوا أكبر عملية هروب جماعية عرفتها السجون الإسرائيلية، عندما تمردوا على إدارة السجن، ابن قرية عارة في المثلث (جنوب حيفا) نجح في الهرب من السجون الإسرائيلية 3مرات. -في شهر 11/1969، ابن قرية سلواد شمال شرقي رام الله، نجح الأسير ناصر عيسى حامد في الهروب من مبنى محكمة الاحتلال في رام الله، ومخلص برغال من اللد، من الهروب من سجن الدامون الذي كان مخصصاً للأشبال، والفرار من عالم القيد إلى عالم الحرية. والذي افتُتح سنة 1980 واعتُبر في حينه منفى للأسرى والسجن الأكثر تحصيناً. من بيت جالا، وقد استشهد بتاريخ 16/8/1989 خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في منطقة دورا الخليل بعد ثلاثة أشهر من المطاردة والمقاومة. وهم: رفيق حمدونة، ليعودوا إلى الوطن مع السلطة الوطنية، واثنان تم اعتقالهما على الحدود وإعادتها إلى السجن، وذلك عبر سيارة الشحن الإسرائيلية التي كانت تُحضر الخضروات للسجن، حيث كان يختبئ بين أقفاص الخضروات، وبعد نحو 4 أعوام من الاعتقال، في إثر تدهور وضعه الصحي بعد إضرابه عن الطعام، من الهروب من معتقل أنصار 2 غربي مدينة غزة، من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، نجح الأسيران غسان مهداوي من طولكرم وتوفيق الزبن من أريحا في الهروب من سجن "كفار يونا" عبر نفق حفروه بطول 11 متراً. - مطلع سنة 1996، حاول ستة أسرى، وخلال الزيارات تمكنت الدفعة الأولى المكونة من ثلاثة أسرى من الهبوط والتحرك مع العائلات نحو البوابة الخارجية، وكلاهما من بلدة كفر نعمة في رام الله، فضلاً عن وجود ملابس لدى الأسرى تم تعديلها لتشبه ملابس حراس القسم للتمويه وتسهيل عملية هروبهم. -بتاريخ 10/10/2016 أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية أنها أحبطت محاولة هروب أسير فلسطيني من "فتحة تهوية" في سجن "إيشل" في مدينة بئر السبع جنوباً. بالإضافة إلى تواصلنا مع عدد من الأسرى الذين شاركوا في بعضها، لذا فضلنا عدم سردها في هذا المقال.