فقد اهتمّ بتربية الحكيم، ووضع المناهج التعليمية لإعداده بكل ما يتضمنه ذلك من تنمية القدرة على فهم البيئة والتعامل معها والسيطرة عليها والانتفاع بها إلى أقصى حدّ ممكن، ولذلك فهو يؤكد أن التوجيه التربوي والمهني لا يكون إلا بعد أن يمرّ الطلاب بفترة «تعليم عام» ينالون فيه جميعهم أساسيات الثقافة الإسلامية، وعلى ضوء اكتشاف ميول الطلاب واستعداداتهم يكون توجيهم التربوي والمهني. وجميع الممارسات التربوية تؤول إلى الإخفاق ما لم تبن على فهم واضح وصحيح لماهية الإنسان وخصائصه. والعلم والبيان والفطنة والرحمة والحزم والتواضع والخير وتصفية النفس من الشوائب التي في المادة وشواغل الحسن، يميل ابن سينا إلى أنّ الإنسان يولد على الفطرة، ويقول ابن سينا: «الأخلاق كلها الجميل والقبيح هي مكتسبة». أو بالمادة والصورة في الوقت ذاته، وأن الجسم والنفس متصلان اتصالاً وثيقاً متعاونان دون انقطاع، ولا تفارق النفس البدن إلا بالموت. ». وخصص لها رسائل كاملة وقصصاً رمزية. ويشير ابن سينا إلى أن الإنسان لا يستطيع أن يحيا بدون التفاعل مع المجتمع في جميع جوانب الحياة، وهذا التفاعل الاجتماعي المستمر بينه وبين المجتمع الذي يعيش فيه. ويشير المؤلف إلى أن الشيخ الرئيس أكد على أن الجمال هو صنو للحقّ والخير، وأن حسن الجمال طفرة في الكون، وفي مواضع كثيرة من مؤلفاته كان يرد الرأي إلى العقل، وفي التربية وجوانبها المتعددة مذهب العقل لا يحكم غيره، والمنطق هو الآلة التي تعصم العقل من الوقوع في الخطأ، فجاءت تجاربه وتحرياته وتحقيقاته ومعايناته في إطار نظرته التربوية، فهو من روّاد الحقيقة يحاول الوصول إليها عن طريق التجربة وغير التجربة، وبمعرفة المادّة ومعونة العقل. هدفه إعداد الفرد للحياة،