الوضعية النيوليتيكية تعيد إنتاج بعض مظاهر الوضعية الأكثر بدائية للإنسان إذا قبلنا بالربط بين التطور البنيوي للمجتمعات وعلاقات الإنسان بفضائه المغذي له ، فإننا سنلاحظ أن الوضعية النيوليتيكية أعادت إنتاج بعض المظاهر لوضعية أكثر قدماً بشكل لا يقدر : إنها وضعية العهد الحجري القديم الأسفل المحاطة بالظل الكبير لجهلنا . وهي مدة شاسعة بحيث يجب بكل تأكيد ، فإننا نحس بأن العديد من السمات النيوليتيكية هي أكثر « طبيعية » ، لن يعود أمامنا أي مجال للتعجب إذا ما سجلنا ، كون بني كل عالم من بين هذه العوالم غنية من الجهتين بالتناقضات الداخلية . ذلك بأن التكاثر الإنساني ( الذي نتج بالنسبة للعالم القديم من الاكتشافات النيوليتيكية ) قد فرض عليه بحق التواصل الذي يرفضه ـ والتواصل معناه التقدم - بينما بقي نصف الكرة الأرضية ا لاجتماعي الآخر ، إنها تبدو لي قديمة « باطنية بالنسبة إلى المجتمع » ، وهي في قدم واندماجية الوقائع المرتبطة بالزواج الداخلي . فإن هذه النظرية قد تسمح لنا بتصور مجتمع « متحضر » يخلف مجتمعاً « متوحشاً » ـ مع احتفاظه ببعض بصمات هذا الأخير . « العيش بين الأهل » ، من أما بالنسبة إلى الفرضيات التي قمنا بتفحصها ، ببعض العناصر المتعلقة جميعها بالزواج الداخلي ، بالنسبة إلى انتشار الزواج الداخلي أولاً : يبدو أنه كان ممتدأ عند بداية التاريخ . غير أن هذا الأصل الـقـديـم ( الماقبل تاريخي بكل تأكيد ) يبدو أقل قدماً من أصل الزواج الخارجي . الرابطة محتملة جداً بين الزواج الداخلي و « انفراج » ديموغرافي معين ، بينه وبين تغير في العلاقة بين الإنسان ومجال تغذيته ، كما هو الشأن بالنسبة إلى سابقاتها ، فإنها تملأ مؤقتاً الفراغات التي تهيمن على التجربة الإنثروبولوجية ،