يمثّل الفن الأموي مرحلة انتقالية في تاريخ الفن الإسلامي، حيث أرسى أسسًا فنية جديدة، وابتعد تدريجيًا عن التأثيرات الوثنية والتمثيلية التي سادت العصور السابقة، ليؤسس لفن يجمع بين الرؤية الجمالية والروحية. فقد استثمر الأمويون هذا الفن لتزيين القصور والمرافق العامة، بما ينسجم مع العقيدة الإسلامية التي تحظر التصوير الآدمي في المساحات الدينية، ويعكس في الوقت ذاته ذوقهم الحضاري المتأثر بالفنون البيزنطية والساسانية. الخلفية التاريخية لتطور الفسيفساء الأموية مما وضعها في تماس مباشر مع المراكز الفنية المتقدمة في الشام، وقد وظف الخلفاء الأمويون الفنون في التعبير عن قوة الخلافة وشرعيتها، المزودة بالحمامات وقاعات الاستقبال المزخرفة بالفريسكو والفسيفساء، كما في قصير عمرة وقصر الحلابات والقسطل وحمامه الغربي. المفهوم الفني للفسيفساء في العصر الأموي فن الفسيفساء هو زخرفة المساحات باستخدام قطع صغيرة من مواد صلبة وملونة كالرخام، وتُرتّب هذه القطع وفق تصاميم دقيقة لإنتاج زخارف متكررة أو صور تجريدية. اكتسب هذا الفن طابعًا جديدًا، تنسجم مع مبادئ الإسلام الجمالية والروحية. عناصر الفسيفساء الأموية وتحليلها اعتمدت الفسيفساء الأموية على ثلاث مجموعات رئيسة من الزخارف: حيث وُضعت الزخرفة ضمن إطار قوسي متناسق، عُثر على نماذج متقدمة لزخارف الرمان والكروم والسلال القشية المليئة بثمار العنب، فاستُخدمت الدوائر، المعينات، ظهرت هذه العناصر على شكل سجادة متكاملة الإيقاع. 3. الزخارف الحيوانية القيم الجمالية في الفسيفساء الأموية أبرزها: الوحدة، وتقديم تجربة جمالية متكاملة تنسجم مع التصور الإسلامي للجمال. المنهج الفني وتقنيات التنفيذ اعتمد الفنانون الأمويون على منهجية مدروسة تبدأ برسم التصميم على الأرضية، ثم توزيع القطع الفسيفسائية (Tesserae) بدقة، مما يعكس اختلافًا في المرجعية الفكرية بين الفنين. خاتمة تعكس الفسيفساء الأموية ذروة التفاعل بين العقيدة الإسلامية والذوق الجمالي، حيث استطاع الفنانون التعبير عن مفاهيم إسلامية عبر رموز نباتية وهندسية راقية. وتُظهر تلك الأعمال مدى تطور الحرفية التقنية والفكر الفني في صدر الإسلام،