شكلت الأخلاق مطلب الديانات السماوية ونزعة الأنبياء والعلماء في كل الحضارات السابقة لطالما بحثت في طبيعتها، واساس مبدئي أن الصحة النفسية تخضع لأنظمة من القيم (كلوتيه، ولا ينكر جاحد أن تطور المجتمعات ينطلق من أسس علمية قيمية صحية وأخلاقية، وبممارستها يتمكن الفرد من الحفاظ على شخصيته وتحقيق التكيف مع المواقف التي تعترضه و التحرر من الضغوط النفسية والاجتماعية المؤثرة على توازنه النفسي، وبتعبير آخر يرتقي الفرد إلى صحة نفسية جيدة في ظل أهمية وأبعاد كل من مدى إيجابية قيمه الاخلاقية وقدراته على التفاعل الاجتماعي وتوظيفه للطاقات والإمكانات في أعمال مشبعة والتحرر من الاضطرابات النفسية والعضوية بتقبل ذاته والثقة بالنفس. وعلى ذكر مفهومي الصحة النفسية والأخلاق فقد أولى العلماء والباحثون العناية المستفيضة بالبحث في ميدان الصحة النفسية وطبيعتها وأسس إرسائها، وكذا لمفهوم القيم الأخلاقية ومصادرها وأهميتها لدى مختلف فئات المجتمع، خصوصا عندما يتعلق الأمر بصحة أبنائنا النفسية والخوف من تدهور القيم الأخلاقية لتلاميذنا المراهقين. وموضوع هذه الدراسة الموسومة ب " القيم الأخلاقية وعلاقتها بالصحة النفسية لدى المراهق المتمدرس" يسلط الضوء على هكذا موضوع بالبحث والتحليل في متغيرات الدراسة،