رفعت ميليشيا الحوثي من وتيرة عملياتها التجسسية ضد مئات الشخصيات اليمنية العسكرية المناهضة لها، مستغلّة سيطرتها على المؤسسة العامة للاتصالات في البلد. يستهدف العاملين في المنظمات الإغاثية والإنسانية والحقوقية، لجمع أكبر قدر من البيانات والملفات والمعلومات. لسرقة بيانات الاعتماد وجمع المعلومات الاستخباراتية، وهو ما يمثّل "تهديدًا كبيرًا للجهود الإنسانية في البلد". لاستهداف موظفي المنظمات الإنسانية المعترف بها عالميًّا في اليمن، بما فيها منظمة "كير" الدولية والمجلس النرويجي للاجئين ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. كالوصول إلى الكاميرا والصوت والرسائل القصيرة وجهات الاتصال وغيرها، وذلك بهدف سرقة بيانات الاعتماد وجمع معلومات حساسة. *استغلال بنية الاتصالات* ويقول خبير الاتصالات وتقنية المعلومات، إن سيطرة ميليشيا الحوثي على قطاع الاتصالات، أن الحوثيين استغلوا البنية التحتية والإمكانيات التقنية للمؤسسة العامة للاتصالات في التجسس على قيادات وأفراد الجيش اليمني والشخصيات الاجتماعية، ومراقبتها وجمع بيانات ومعلومات منها، منذ حملة الاحتيال التي بدأت في العام 2019. بالاعتماد على برنامج تجسسي أساس آخر يسمى "Dendroid RAT" الذي تم تسريبه على الإنترنت في العام 2014، إلا أن المجموعة الحوثية أجرت تغييرات على قاعدة التعليمات البرمجية، إلى جانب آخرين يوجَدون في 6 دول بالمنطقة، طبقًا لبيانات القياس عن بعد. وقال التقرير إن سلاسل الهجمات تستغل تطبيقي "واتس آب" و"واتس آب بيزنس" كناقلات لتوزيع برنامج "GuardZoo"؛ وبين أن تصميم برنامج "Guard Zoo"، مستخدمًا نطاقات DNS الديناميكية لعمليات C2 منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2019، ثم تتحول هذه النطاقات إلى عناوين IP مسجلة لدى شركة "يمن نت" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، *الهندسة الاجتماعية* ويعتقد خبير السلامة الرقمية، "هي تقنية بدائية وليست تقنيات متقدمة وحديثة بحيث يتم الاختراق دون تدخل من مستخدم الهاتف". إن البرمجية المستخدمة منشورة على الإنترنت، واستخدموا أساليب الهندسة الاجتماعية لخداع الضحايا لتحميل تطبيقات معينة، بأسماء دينية وعسكرية مختلفة، ما حفّز البعض على فتحها". "يقوم التطبيق بتحديث نفسه تلقائيًّا بالتواصل مع السيرفر التابع للمخترقين وإرسال بيانات الهاتف المخترق، ثم يبدأ بجمع البيانات الموجودة في الجهاز، وكذلك كل ما هو مخزون فيه وله علاقة بالخرائط والـ GPS والمسارات والمواقع الجغرافية". سواء على الشخصيات العسكرية أو حتى على المدنيين، وتسهّل عمليات استهدافها "وهذا ما حدث خلال السنوات الماضية لبعض الشخصيات العسكرية المناهضة للحوثيين". أن ما يجري هو عملية تضخيم لقدرات الحوثيين في كافة المجالات، عقب هجماتهم على ممرات الملاحة الدولية. وقال الذهب في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن ما تثيره التقارير الدولية بهذا الشأن، يأتي في سياق تقديم ميليشيا الحوثي كقوة باتت تمتلك قدرات متعددة عسكريًّا وتقنيًّا واستخباراتيًّا، تمتد إلى المجال السيبراني، على حساب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، وأشار إلى محاولات "بائسة" تقوم بها ميليشيا الحوثي للاستفادة من خبرات الداعم الإيراني في مجال الهجمات السيبرانية، لكن قدراتها وتعاملها مع هذا القطاع يبقى متواضعًا، إضافة إلى مستوى عناصرها التعليمي والفني المتدني.