أدير نظري بين هذه الوجوه النضرة فيؤلمني أن لا أرى إن عمر : فتى لم تعرف هذه المدرسة له شبيها : عتليتي وقاد ال جريء القلب ، وهو قافز إلى الحياة تواكبه قلوب عائلته ، ورفاقه العلا وأساتذته و كل عارفيه . وهو ليس بينكم اليوم لأنه بقي حلما في خاطري ، حلمت بتسميته عمر . لو أن عمر ولد ابناً لي وكان هذه الليلة بينكم ، فما الذي كنت أود أن يسمعود لعل أجدر أن أقول أولاً ما الذي أريد أن لا يسمعه ؟ أودّ أن لا يسمع خطاباً داوياً ، كل ما ودك في نفوس سامعيه صدى جميلاً لكلام مبهم فخم إن من يتوخى التصفيق في الحفلات يفوز بالخلف قليل من المديح ، وشيء من الإشادة بالماضي ، وبخمسة قروش عواطف , كلاماً صقله غبار الحياة وفيه بريق وحرارة ولدها احتكاك ان ما باز استبية بأفراح الانتصارات . فيا عمر ويا رفقاء عمر ؛ كلماتي التالية ستنقصها البلاغة ولن ينقصها الاختبار . رب أرسل لفتياننا من يرسم لهم خارطة الطريق فلا يتيهونها . بدون ريب إن سوق الكميونات هو أقل ربح تهريب الحشيش . فأما القلق الروحي لم يجدوا له بعد ترياقا . بعد عودتي من غربة السنوات الكثيرة رحت أتطلع وجوه رفات من سرق وكذب و ارتشي وداجي : فحول أحداقه وعلى جانبي فمه نفسه ، يطفو على أنيابها إذ هي تحاول الدفاع عن الالته بجسدها بالسم الذي تنفثه . فلقد طغت على وجهه موجة من الهدوء والته كذب من قال لكم إنه فاز بالسعادة من فاز بالمال عن طرقه عاشرت الأغنياء و الأقوياء الذين سلكوا القادوميّات ، فاذا هم في يركضون هنا وهناك ، يحاولون ابتياع ما لا يُشرى بمال .