وتوكلوا عليه حق التوكل، “وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” عباد الله: لقد أرشدنا النبي ﷺ إلى قول كلمةٍ قليلةِ المباني كبيرةِ المعاني، تنشرح بها الصدورُ بعد ضيقها، وتنفرجُ بها الكروبُ بعد اشتدادها، كلمةٌ تَحفظُ بها نفسَك وبيتَك وأهلَك ومالَك من العينِ والآفات، فما هذه الكلمة؟ إنها “لا حَوْلَ ولا قُوّةَ إلا بِالله” ومن ضِيقٍ إلى سَعةٍ، إلا إذا قضى اللهُ ذلك وقدّره وأرادَه. فَقُلْتُ: بَلَى، عباد الله: إن هذه الكلمة لها مواضعُ كثيرةٌ تتأكدُ فيها، فينبغي للمسلمِ أن يراجعَ كتبَ الأذكارِ النبويةِ الصحيحة، مع أن الله أَمرنا أن نقول في المصائب “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وتتأكّدُ في مواضعَ مخصوصة، وغير ذلك. كما تقول (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) إذا خشيتَ العينَ على نفسِكَ أو مالِك أو بيتِك كما في سورة الكهف، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : “وَليكن هِجِّيْرَاهُ لَا حولَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَإِنَّهَا بهَا تُحملُ الأثقال، وتُكابدُ الْأَهْوَال، وانطقوها النطق الصحيح فمن الناس من ينطقها بلفظ سيء فيقول (لا حول الله) وكأنّه ينفي أن لله حولاً والعياذ بالله، واحذروا من منهج فاسد يُربّى عليه الناس اليوم وهي التربيةُ على الثقةِ بالنفس والاعتداد بمواهبها وقدراتها دون استحضار للتوكل على الله والاعتماد عليه،