أ- آداب معلم القرآن و متعلمه أو ثصناء عند الناس، أو صرف وجوه الناس إليه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " من تعلم علما يبتغى به وجه الله تعالى، وليحذر كل الحذر من الحسد والرياء والعجب واحتقار غيره و إن كان دونه، وأن يراقب الله تعالى في سره و علانيته. و أن يرحب به ويحسن إليه بحسب حاله. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الدين النصيحة لله ولكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم، وطالبه و إرشاده إلى مصلحته و الرفق به ومساعدته على طلبه بما أمكن وتأليف قلب الطالب و أن يكون سمحا بتعليمه في رفق متلطفا به، ونحو ذلك مما يشق عليه، 7- ومن آداب المتعلم أن يتحمل جفوة الشيخ وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته، و عليه أن يتأول أفعاله وأقواله التي ظاهرها الفساد إلى تأويلات صحيحه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " ذللت طالبا فعززت مطلوبا". مواظبا عليه في جميع الأوقات و لا يقنع بالقليل إلا أن يخاف كراهة الشيخ لذلك، و ينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في وقت الفراغ و النشاط وقلة الشاغلات و قبل تسيده وارتفاع منزلته فقد قال أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:" تفقهوا قبل أن تسودوا" . وعليه أن لايعجب بنفسه و عليه ان يذكر نفسه بانه لم يحصل ما حصل عليه من فتوحات العلم بحوله وقوته وإنما هو فضل من الله. 2- الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها قارىء ومستمعه أ- الآداب المتعلقة بحال التلاوة 1- أن يكون على طهارة من الحدثين الأصغر و الأكبر لأن قراءة القرآن أفضل الأركان ، فإذا قرأ وهو محدث حدثا أصغر جاز بإجماع المسلمين. 2- أن يتطيب ويلبس ما يتجمل به بين الناس من ثياب، فإنه مناج لربه بكلامه سبحانه. 3- إذا أراد القارىء القراءة؛ فلينظف فاه بالسواك تكريما للتلاوة ، فقد قال العلماء: إنما ندب للقارىء استعمال السواك قبل القراءة تكريما لله لقصده إلى التلفظ بحروف القرآن وهو راجع إلى تعظيمه. 4- أن تكون القراءة في مكان نظيف، 5- إذا أراد الشروع في القراءة استعاذ فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو مستحب و ليس بواجب لكل قارىء سواء كان في الصلاة أم خارجها وسواء ابتدأ بالقرآن من أول السورة أو من وسطها، فإن ابتدأ من أول السورة وجب الإتيان بالبسملة عند جميع القراء إلا أول سورة التوبة فلا يأت بها إجماعا، و أما إن ابتدأ من وسط السورة، فهو مخير بين الإتيان بالبسملة أو تركها. فيستحضر عظمة الخالق و جلاله و سلطانه، و إن التدبر في الآي هو المقصود الأعظم من القراءة و المطلوب الأهم في التلاوة و به تنشرح الصدور وتستنير القلوب قال الله تعالى: " كتاب أنزاناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" ص ، 29 روى هذا الحديث النسائي و ابن ماجة. قال الإمام أبو حامد الغزالي: " البكاء مستحب مع القراءة. و الطريق في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن بان يتأمل ما في القرآن من وعد و وعيد و تهديد و مواثيق وعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره الحزن و البكاء كما يحضر الخواص، 8- إذا مر القارىء بآية وعد ورحمة وقف عندها و تامل معناها و فرح بما وعده الله منها، و إذا مر بآية عذاب استعاد بالله من الشر و استجار به سبحانه من العذاب. وإذا مر بآية استغفار ؛