نتيجة لما خلفته الحربين العالميتين من دمار و خراب ، عمل المجتمع الدولي على إنشاء منظمة عالمية قائمة على أساس تعاقدي، أوكل لمجلس الأمن فيها مهمة العمل على حفظ السلم و الأمن الدوليين ، و لتحقيق ذلك أفرد ميثاق الأمم المتحدة لهذا الأخير سلطة واسعة في تكييف كل ما من شأنه تهديد السلم والأمن الدولي، فهذه المصطلحات لم يتناولها الميثاق بالشرح والتفصيل فاسحا المجال واسعا أمام مجلس الأمن لتقدير كل حالة من هذه الحالات على حدا، و من جهة ثانية إتاحة وتمكين مجلس الأمن من مسايرة التطورات والتهديدات الجديدة التي يكون السلم و الأمن الدولي عرضة لها. فبعد أن فإن ما يميز مرحلة ما بعد النظام العالمي الجديد بروز تحديات وتهديدات أخرى تجد مصدرها في عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والإنساني والبيئي، ولعل هذا ما أشارت إليه الدول الأعضاء في مجلس الأمن إبان الإعداد لمفكرة السلام. إن التوسع في مفهوم السلم و الأمن هو ما فسح المجال أمام بعض الدول الدائمة لاستخدام مجلس الأمن لشرعنه قراراتها و تنفيذها واتخاذ المجلس كأداة لتنفيذ سياستها الخارجية و معاقبة الدول بدل الحفاظ على السلم والأمن الدولي،