ولاية الرستاق هي إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة في منطقة الباطنة في الجزء الشمالي من سلطنة عمان، وتتمثل بكونها تجمع لواحات النخيل (حولي 170 قرية) تعتمد بالدرجة الأولى على نظام الأفلاج التقليدي لاستخراج المياه من باطن الأرض لتجري على السطح على شكل أنهار صغيرة وجداول تمتد لآلاف الأمتار، وتحصى أعدادها بالعشرات أو ربما المئات في الولاية. والرستاق اليوم -كما كانت- مركزا تجاريا وإداريا مهما للمنطقة المحيطة بها لما تمثله من موقع يتوسط طرق الربط بين عدة ولايات، وكذلك لمساحتها الكبيرة (~10,000 كم مربع) وعدد سكانها الكبير (أكثر من 80,000 نسمة بالإضافة لآلاف الوافدين) مقارنة ببقية الولايات المحيطة بها.الرستاق تتوسط "جبال الحجر" العمانية، وتحد الجبال واجهة المدينة من جميع الاتجاهات عدا الجهة الشمالية، والتي تعد الجهة التي تنفتح المدينة منها على ولايات الساحل في منطقة الباطنة (منها ولاية المصنعة وولاية السويق) وهي الممر الحيوي الأكثر نشاطا وأهمية في الولاية، لاعتبارها أيضا رابطا يصل المدينة بالعاصمة العمانية مسقط، كما أن الرستاق تتميز بوجود البيئة الصحراوية الصخرية والرملية في الجهة الشمالية-الشرقية.يحكم الرستاق اليوم والٍ خاص بها وينوبه ممثلون في نيابات تابعة للولاية، منها نيابة الحوقين (شمالي الولاية) ونيابة وادي بني هنيّ (غربي الولاية)، كما يمثل الولاية مرشحان اثنان في مجلس الشورى العماني يتم ترشيحهما من قبل سكان الولاية في فترة انتخابات مجلس الشورى في الدولة. ويوجد بالولاية مراكز إدارية تمثل مختلف الوزارات الخدمية للدولة، منها المحكمة الابتدائية والمديرية العامة للتربية والتعليم والإدارة العامة للشرطة، وتخدم هذه المؤسسات الحكومية وغيرهن بقية الولايات المجاورة بجنوب منطقة الباطنة و مؤخراً اختيرت لتكون محافظة جنوب الباطنة.يتم التركيز حاليا في الولاية على افتتاح المجمعات التجارية الكبيرة لما تتميز به المدينة من عدد سكان ومقيمين متزايد، كما أن للولاية موقع تاريخي كبوابة تجارية للمناطق في عمان الداخل، ووجود سوقها التاريخي بجوار قلعة الرستاق الذي كانت لمئات السنين في الماضي مقرا لحكام وسلاطين عمان التاريخية ومنطلقا للثورات التي انطلقت لتحرير البلاد من المحتلين، ولا يزال السوق التاريخي نابض بالحياة التي يتنفسها من أبوابه الثمانية التي اكتسب منها اسمه (سوق أبو ثمانية)، وهي قيد الترميم في مشروع سيعيد له رونقه الأثري والتجاري . وللولاية سوق كبير للأسماك والخضروات والفواكه يتوسط قلب المدينة، وأغلب المنتجات المعروضة فيه هي من إنتاج محلي، وتكثر فيه المحاصيل المنتجة في الولاية أو المناطق المحيطة، وقد افتتح في الولاية عدة مراكز تجارية كبيرة منها مركز "رامز هايبر ماركت" ومركز "مكة هايبر ماركت" ويقع المركزان على الطريق الرابطة بين المدينة ووادي بني غافر المؤدي لولاية عبري، كما افتتح مؤخرا مركز "لولو هايبر ماركت" بالقرب من هذا الطريق.وكانت الرستاق عاصمة للدولة في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي،وفي عهد مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد. ففي هذه المدينة – الرستاق – كانت بداية حكم دولة اليعاربة في عمان، حين تولى الإمام ناصر بن مرشد في عام 1624 م متخذاً منها عاصمة لحكمه.وتتميز مدينة الرستاق بعدد من المواقع السياحية الهامة، أبرزها : عين الكسفة وهي عبارة عن عيون لمياه طبيعية تصل درجة حرارتها 45 درجة مئوية ثابتة، تخرج منها المياه الساخنة في عدة جداول لسقاية البساتين، وتشتهر مياه عين الكسفة بكونها علاجاً طبيعياً لأمراض الروماتيزم نظراً لطبيعتها "الكبريتية". وكذلك علاجاً للأمراض الجلدية، وتقع على مسافة كيلومتر من وسط الولاية.أما عين "الحويت" فهي تقع بوادي بني عوف وهي عبارة عن "نقع مائي" عرضه حوالي 60 سنتمتراً. والعين الثالثة في ولاية الرستاق هي عين "الخضراء" الواقعة في خضراء بني غافر بوادي السحتن وهي عبارة عن نقع مائي أيضاً تحيط بها الأشجار والنخيل.ورابع العيون هي عين "الزرقاء" بنيابة الحوقين إضافة إلى عدد من شلالات المياه بعضها في نيابة الحوقين والآخرى في وادي السحتن.كما تشتهر ولاية الرستاق بالعديد من الأودية من أهمها وادي السيابيين ووادي بني غافر،وقلعة الرستاق التي يعود بنائها إلى ما قبل الإسلام وحصن الحزم من أهم المعالم التاريخية في الولاية. وأشهر قرى الرستاق على الأطلاق هي الوشيل والغشب وعيني(نسبة لعين الكسفة)