في الوقت الذي سيطر فيه المسلمون على القدس، كان الصليبيون في الشام بحاجة ماسة إلى قائد قوي ينظم صفوفهم ويحمي مستقبلهم ويدافع عن وجودهم. ظهر زعيمًا بينهم وهو كونراد دي مونتفرات. وصل كونراد إلى عكا في صيف عام 1187 قادمًا من أوروبا عبر القسطنطينية، وقد وصل في الوقت المناسب لينجو من المصير المأساوي الذي تعرض له الصليبيون في معركة حطين. ولم يمضِ وقت طويل حتى تحمَّل كونراد مهمة المقاومة والدفاع عن الكيان الصليبي في بلاد الشام، وصدم كونراد دي مونتفرات عند وصوله إلى عكا بوجود المسلمين الذين احتلوا المدينة وحكمها الأفضل ابن صلاح الدين نائبًا عن والده. وعلى الرغم من أن الرياح أدت به إلى ميناء عكا، وتمكَّن من الانطلاق بسلام إلى صور. حيث كلما فتح صلاح الدين مدينة مثل عكا وبيروت وغيرها، كان أهل صور يفتقرون إلى قائد يجمعهم ويقودهم في المقاومة، وتواجههم تحديات التوحيد بين الباقين من الصليبيين الذين فروا إلى صور من مدن وقلاع مختلفة سيطر عليها صلاح الدين وجيوشه. كانوا بحاجة إلى قيادة حكيمة ومنظمة لتوحيد هذه الجماعات المتنوعة والمتنازعة وتنظيم عملية المقاومة.