الفلاحة هي عمليه انتاج الغذاء ، والعلف والالياف والسلع والاخرى عن طريق التربية النظامية للنبات والحيوان . وقد عرف العرب علم فلاحة الاراضي ، وcultura تعني " حراثة " بمعنى "حراثة التربة او الارض للزراعة " ، وتاريخ الفلاحة مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الانسان والحضارة الانسانية ، وكانت الفلاحة علامه شديدة الأهمية في التطور و الحضاري للمجتمعات . ورغم ان الحضارة العربية الإسلامية خرجت من البادية الا انها اهتمت بالفلاحة ، ولعبت دورا هاما في تطور الحضارة العربية الإسلامية. قام المزارعون المسلمون خلال عصر الحضارة العربية الإسلامية بتطوير التقانة الزراعية ونشرها ، وتتضمن نظم الري المبنية على استخدام الماكينات مثل السواقي ، وماكينات رفع الماء ، كما قام المسلمون بكتابة كتب ارشادية زراعية يمكن تطبيقها وتعديلها حتى تناسب الاماكن والمناطق كافة . وكانوا السبب في انتشار الواسع المحاصيل مثل : قصب السكر والارز والموالح والمشمش و القطن والخرشوف و الزعفران . كذلك جلب المسلمون ايضا اللوز والتين ومحاصيل استوائية مثل الموز الذي جلبوه الى إسبانيا. ومما يذكر في السياق ان القران الكريم قد دفع المسلمين الي الاهتمام بالزراعة وانتاج الغذاء ، فقد حثت العديد من الآيات الكريمة على التفكر في امور الزراعة ، كما دعت الى التفكر في قدرة الله عز وجل وآياته ، ومنها : (فلينظر الانسان الي طعامه * انا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الارض شقا * فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا وفاكهه وابا * متاعا لكم ولأنعامكم ) ، كما جاء في سوره ابراهيم : ( الله الذي خلق السماوات والأرض وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم * وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره * وسخر لكم الانهار ) ، لذلك نجد العديد من كتب الفلاحة تبدا بالإشارة الى تلك الآيات الكريمة، صراحة او بأسلوب المؤلف ، مثلما كتب عبد الغني النابلسي في مطلع كتابه : الحمدالله الذي انزل من السماء ماء فأحيا به الارض ، واخرج ثمرات كل شي بقدرته ، كذلك نص ابن كتان في مطلع كتابه :"الحمدالله الذي انزل من السماء ماء ، فأحيا به الارض والصلاة على سيد الكائنات الشفيع ، وتوضح المخطوطات المتعددة اثر الدافع الديني لهم للبحث والتدقيق في امور الفلاحة . وقد اعتبر العرب ان الفلاحة علم من العلوم واسموا بعض مؤلفاتهم في هذا المجال " علم الزراعة " ، مثل عبد القادر الخلاصي مؤلف كتاب " عمدة الصناعة في علم الزراعة " ، وقد مر علم الفلاحة عند العرب بعده مراحل ، واولي تلك المراحل كانت مرحله الترجمة من اللغات القديمة للعربية ، ثم نشر ملخصات وخلاصات تلك الترجمات ، واخيرا توالى الابداع والبحث والدراسات في المرحلة الثالثة مرحلة الترجمة - بدأت تلك المرحلة بترجمة معارف الحضارات القديمة في مجال الفلاحة ، وترجمت مؤلفات اليونان وبلاد الرافدين والفراعنة وغيرهم من الشعوب والزراعة والتي سجلت تقدمها الزراعي في العديد من الكتب ولعل اهمها واكثرها انتشارا وتأثيرا هو كتاب " الفلاحة النبطية " يرجع كتاب الفلاحة النبطية الى عهد الكسدانيين وكان قد وضعه حكيم بابلي اسمه قوثامي ، نقلا عن مصادر اقدم منه بكثير وضعها صغريت و بنبوشاد وقد ترجمه الي العربية ابن وحشية النبطي عام ٢٩٠ هـ ، واملاه على تلميذه ابو طالب احمد الزيات عام ٣١٨ هـ ، وقد شرح الكتاب النظريات الزراعية القديمة : البابلية والاشورية . كما تضمن اجندة للزرع والغرس وتتضمن مواعيد زراعة كل محصول ومواعيد وحصاده وقد ذكر ابن وحشية هدفه من ترجمته : "ولم يكن قصدنا من هذا الكتاب الا منقعه الناس منه وبه وكان ذلك عندنا اجل المنافع واكثر الفوائد اذ كان يكتوي على اصلاح موات الارض وتدبيرها وعلاجاتها من أدائها وصرف المهالك عن الشجر والكرم وتذخر مكتبات العالم بنسخ مخطوطه من تلك المخطوطة امكنا حصر ٢٣ نسخه منها في المكتبات الهامه مؤرخة في اعوام . ويشير هذا التتابع الي اهميه الكتاب و توالي استخدامه ونسخه لفتره طويله . وقد اصبحت هذه المصادر المترجمة مراجع علميّة للباحثين من بعدهم وفقد اشار الغساني الي انه قد رجع في مؤلفه لكتاب الفلاحة النبطية وكتاب الفلاحة الرومية وهو يكتب في القرن الثامن الهجري وهناك كتب جاءت لتضم خلاصه تلك المؤلفات مثل كتاب :" الدر الملتقط من علم فلاحتي الروم والنبط " والذي ضم ٢٩ بابا تضمنت خلاصه علوم النبط وركز على وسائل مقاومه الحشرات وامراض النبات و ادويه رعاية النباتات والحيوان ويبدوا ان النقل والاستناد الي كتاب الفلاحة النبطية كان سائدا لهذا حرص مؤلف احد الكتب على نفي استخدامه لكتاب الفلاحة النبطية ولكنه اشار الي ان محتوى كتابه من كتب يونانية ومن مناجم حكمه فلأسفه اليونان وقد درس ابن العوام نظريات الزراعة القديمة واضاف عليها ما قام به من تجارب عديده ليكتب لنا بعدها كتابه الهام " الفلاحة في الارضين " . اما علم الفلاحة عند اليونان والرومان فقد ترجم سرجس بن هلبا كتاب قسطوس بن لوقا الرومي الفلاحة اليونانية وهو كتاب يضم ما وصل له علماء اليونان والرومان في علوم الفلاحة ، وقد جاء في مقدمته : " هذا كتاب قسطوس الفيلسوف الرومي في الزراعة وما يتعلق بها مما لا يستغني عنه الزارعون واكثر سائر الناس من علمه ويشتمل على ١٢ جزءا وترجمه سرجس بن هلبا . كذلك ترجم العلماء المسلمين كتاب ديستوريدس في خصائص الأدوية المفردة من النباتات وادويه الحيوان والكتاب عباره عن قاموس بالعربية واليونانية والسريانية وقد تلا ذلك شرح ذلك الكتاب وتطوير العلماء لتلك النوعية المعجمة عن النباتات المختلفة كما ترجم العرب ما كتبه جالينيوس عن خواص الحشائش ومنافع الحيوان . وقد ظلت المصادر المترجمة مرجعا اساسيا لمده طويله للباحثين وتراجع اولا قبل البدء بالبحث والدراسة فقد كتب طيبغا الجركلمش والتمارتمري والتعقل الذي وهب الله تعالي لمن يشاء من عباده ولما وقفت على فلاحة ابن الوحشية وفلاحة الروم وغير ذلك وزرعت وغرست وجربت ، واطلعت على منافع وعجائب وغرائب لا ينبغي لعاقل ان يفرط في مثلها ورأيت ان احرر لنفسي ولمن شاء الله مختصرا يحوي على م يحتاج اليه من رغبه وقد رتبته على مقدمه وابواب الله يهدي للصواب الخلاصات والملخصات : تعددت اهتمامات المجتمعات الفلاحية المسلمة ، وبالتالي بدا العلماء في اختصار العديد من المؤلفات واقتصارها على ما يهتم به الفلاحين في مكان ما وزمان اخر ففي المجتمعات الصحراوية يلزمهم البحث تن الماء وحفر الابار ويسعى الاطباء للتعرف على النباتات التي تستخدم كأدوية وهكذا بدأت مرحله ثانيه لإنتاج ملخصات وخلاصات لأجزاء معينه من تلك المصادر الكبيرة . ولعل كتاب الفلاحة النبطية لابن وحشية النبطي كان اكثر الكتب اختصارا بل ان كان مختصر له تتعد النسخ المعروفة منه ويرجع ذلك لأهمية الكتاب ونفعه للفلاحين ومنها " مختصر كتاب الفلاحة النبطية " ونظرا لأهمية الكتاب فقد طبع في بطرسبرج عام ١٨٥٥ م . ومن المختصرات التي تداولت لفترة طويله ما كتبه بن كتان ، رساله البيان والصراحة بتلخيص كتاب الملاحة فأشار ابن كتان انه " يتضح من العنوان انه تلخيص للكتاب المرسوم بجامع فوائد الملاحة في علم الفلاحة لكنه اضاف اليه ابوابا جديدة وارخ نهايته بالشهور القبطية في شهر امشير وقد جاءت بعض المختصرات بسبب ضخامة الكتاب الاصلي ، مثال ذلك مختصر لمؤلف مجهول لكتاب " الفلاحة لابن العلوم الاندلسي " وقد تناقل الناس تلك المختصرات على نطاق واسع تثبته كثرة النسخ المحفوظة منها في المكتبات للان مرحلة الابتكار والإضافة العلمية : حض فيها العلماء على الفلاحة وشجعوا الاشتغال بها و ضرورة تعهدها وعرضوا المسائل الشرعية وتناولوا مواضيع الفلاحة نظريا وعمليا مثل الطنغري . اما ابن الأبصال فقد اعتمد على تجاربه الخاصة وقد قسمها الي سته عشر بابا و تعددت مجالات البحث والدراسة في علم الفلاحة وتوجد قائمة بأهم المصادر المخطوطة التي رجعت لها الدراسة في نهاية البحث والتي تبين تنوع مجالات البحث من حيث المكان والزمان والموضوع فقد تنوعت الكتابات جغرافيا فكتب العديد منها في بغداد ودمشق والقاهرة والاندلس وغيرها من حواضر الحضارة العربية الإسلامية وامتدت البحوث العلمية منذ بدا الحضارة العربية الإسلامية وحتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وتنوعت مجالات البحث فيها كما يلي مجالات البحث عند علماء المسلمين : الارض وخصائصها : كما اشار العلماء المسلمين الي كيفية حرثها وافلاحها وقلبها واصلاحها وكيفيه تسميدها وانواع السماد ومت يلائم كل نوع من الزروع وما لا تحتمله من انواع النبات . وقد جاءت بعض الدراسات الجهوية متوافقة مع مجتمعات محددة ففي اليمن حيث توجد اعراف تختلف عن وادي النيل وبلاد الرافدين كتب "الاهدل " عن احكام المشتركة المياه واحكام تعطيل المساقي واحكام الاراضي المشتركة واحكام النساقي وعمارتها واستحقاق المجاري ملك الغير وتصحيح نقد الاجازة والمزارعة والمخابرة بالتالي يدرس خصوصية المجتمع اليمني الزراعية . الماء : وأشاروا إلى أن إصلاح النبات وبصلاح الماء و شرحوا كيفية حفر الابار والافلاج، وكيفية السقي وكميات المياه التي يحتاجا كل محصول من المحاصيل، ومعرفة المحاصيل التي تسقى بماء المطر أو ماء النهر، درست المياه الجوفية، ووصف الاراضي المحتوية عليها، والنباتات التي تبين وجود المياه الجوفية، والاراضي قليلة المياه، و أنواع كما تذكر الموازين التي اخترعها المؤلف، وحفر الابار وحفظ القنوات من الخراب، وفتح المياه المسدودة. كما افرد العلماء المسلمون كتبا لدراسة الابار، فبحثوا صفات الابار، وطبيعة الارض المحفورة فيها، وحفرها وتسمية وعرش البئر ومقام السقي منها وحبال ادلائها . كذلك أفردت الهندسة الميكانيكية (علم الحيل) فصولا لتقنية رفع الماء ونقله لخدمة الفلاحة، "الجزري" بعدة أشكال لالات ميكانيكة لرفع الماء من عدة مستويات، من ماء غمرة، وبئر ليست عميقة، جار، وتضمن رسما لخمسة أنواع هي: رسم لالة ترفع الماء من غمرة الى مكان مرتفع بدابة تدير سهما وأخرى ترفع الماء قرابة عشرة أمتار، ورسم آخر لالة ترفع الماء نحو عشرين ذراعا بدولاب من الماء، وهكذا كانت تكنولوجيا رفع الماء حافزا لتقدم علم الحيل ، كذلك كانت الانهار موضع اهتمام العلماء المسلمين، متتبعين اصله ومنبعه والانهار المتفرعة منه مثل نهر يزيد وثورا ونهر المزة وباناس وداريا وداعيه وحظيت انهار دمشق بالعديد من المؤلفات ظلت متداولة حتى القرن التاسع عشر وحدد العلماء الانهار التي يمكن الشرب منها وما لا يمكن استخدامها الا لري البساتين فقط، بعد دراسة مياه كل نهر منها . كما أسهم علماء الدين في الكتابة عن الماء إلى جوار باقي العلماء فكتب العالم الموسوعي السيوطي كتابا في أهمية الماء السماد وخدمه الزرع : وأشار العلماء المسلمون إلى أنواع السماد، وأنواعه مختلفة، فقد شرح ابن حجاج الادلسي أنواع السماد وخدمة الزرع باختلف أنواعه ومواسمه ، كما تضمنت كتابات العلماء المسلمين جداول زمنية لخدمة الزرع ، تتضمن التوقيت ، وعمليات الخدمة التي يقوم بها الزارع، وكافة الاعمال التي ينبغي القيام بها دوريا، أما التجيبي فقد عدد أركان الزراعة بخمسة أركان وهي الارض وردئ الارض والاستدلال على طبع الارض وطعمها وتقسيمها، وثانيها هو الماء، ورابعها هو العمل والماء وتقسيمها بأقسام الثمار والنبات، وخامس أركانها هو حرث الارض، وتقسيم ما يضعه الفلاح في الارض، وهكذا يتتبع ما أسماه حقيقة الفلاحة . أما رضي الدين العامري ، فقد وصف كتابه بانه" اشتمل على بديع شؤون الملاحة في صنع فنون الفلاحة، من كل تركيب عجيب وتعظيم غريب، وتوليد وتشكيل وتحسين وتجميل، وعلاج علل الامراض والنبات ونفع سائر الافات، ووضع كل ما يغرس ويزرع في إبانه بالنسبة إلى زمانه ومكانه ومعرفة التلقيح والتذكير والكسح والتشمير، و حرث الارض وقلبهل وكيفية زرعها ونصبها وتعميرها بما يناسب من الازبال والأرمدة والاتبان، وترتيب السقي في سائر الحيان، وما تسقي بالامطار، وحفر الابار والانهار وصفات العمال في جميع الاعمال، ووضع الطلمسات وادخار الفواكه والاقوات وامارات الخصب وعلامات الجدب وغير ذلك من المنافع والفوائد، والنوادر والملح والفوائد وسميته جامع فرائد الملاحة في جامع جوامع فإنه البر الجواد . اقسام الثمار والنبات : قسمها العلماء العرب إلى أشجار و محاصيل، وبينوا كيفية غرس الاشجار وحددوا قوانين الغرس، وتقليم الاشجار، وكسحها، وتشميرها، وتحسين إنتاجها. وزراعة المنابت و البذور المستعملة والبقول ذات الاصول المستعملة، وأنواع الرياحين والاحباق والزهور وغيرها . فذكروا فوائدها ووصفها مثل: المشمش والتفاح والاجاص والخو خ والعنب والرمان ، وكذلك العلماء المسلمين الاطعمة المناسبة لكل مرض من الامراض، وحال من حالات البدن" ، وكما كتب العلماء المسلمون سلسلة من الدراسات حول الغذية وحفظ الصحة، ووصفو الغذاء السليم بأنه طب الشفاء. بقائمة طويلة من المخطوطات التي درست الفوائد الطبية للعديد من النباتات . كذلك رتب العلماء المسلمين كل باب في قسمين، وعرف عند العامة بتذكرة داود، وهو ما يفسر العدد العائل من مخطوطاته التي تحفل بها المكتبات العامة. كما قدم وسائل تحسين الانتاج بالتلقيح الصناعي وغيرها من الوسائل الكفيلة بزيادة الانتاج، وقدم علجا للاشجار والخضر لتي ذكرها من الادواء والامراض ان نزلت بها مثل التفاح والاجاص والنرنج والاترج والليمون والعنب والتين فحدد المراض التي تصيب كل منها، وكيفية تجنبه، كما قدم العلاج للبقول والخضر ووصف ما يطرد النمل ويدفع مضاره. كما قدم أبو حنيفة الدينوري قائمة بأمراض النبات وكيفية مقاومتها، ومواعيد العلاج، ومواعيد الغرس والنقل وتفادي مشكلات النباتات المختلفة في كتابه ايضا. وأسراره الغريبة، كما سجل العلماء المسلمين أنواع الاشجار المطعمة، وقطع القضبان للتركيب والأنشاب، والاشجار المؤتلفة بعضها مع بعض، وأوقات التركيب، وصيانته وبري الاقلام وأشكال التركيب أما ابن العوام فقد أفرد الفصل الثاني والحادي عشر في كتابه " الفلاحة في الارضين" في ذكر الزبول وأنواعها، وتدبيرها، ومنافعها للأرض، والاشجر وسائر المنابت، وما يصلح منها بكل نوع من المغروسات والمزروعات منها، وتسمية ما لا كما بحث في صفة العمل بتزبيل الارض والاشجار المغروسة وغير المغروسة، كذلك أفرد العلماء المسلمون فصول للحيوان، فقد أفرد ابن العوام أربعة فصول في كتابه للحيوان من خمسة وثلاثين فصل من فصول كتابه، فلاحة البقر والضأن والماعز، ذكرانها واناثها، و اختبار الجيد منها، ومعرفة إنزاء فحولها عليها، ومدة حملها وقدر أعمارها، وما يصلح لها من العلف والماء، وغير ذلك من مصالحها. ثم درس حيوانات الركوب وأفرد لها فصلا كاملا، متناولا فين اتخاذ الخيل والبغال والحمير والابل، والاستعمال في أعمال الفلاحة واختيار الجيد منها ، ووقت انزاء فحولها وقدر اعمارها وما يصلح للعلف وقدره وسقيها بالماء ووقته وتسمينها وتضمير الخيل منها وبعد ذلك للسباق عليها، وصفة العمل في رياضة أمهارها ، واصلاح ما يحدث في أخلاق بعضها من عيوب مثل الحران، وفيه نكت من أصول الركوب وأعمال الفروسية. أما أمراض الحيوان وأدوائها بالأدوية السهلة الموجودة فقد أفرد لو ابن العوام فصلا كاملا، شرح فيه العلاج باليد مثل التوديج والتصدير والتخنج والتكحيل والتنجيد والتغريب وفتح العروق، ويسير من الكي بالنار، وذكر العلامات الدالة عمى تلك العمل والأدواء وهو الفن المعروف بالبيطرة. أما الطيور فقد خصص لها فصل آخر شرح فيه اقتناء الطيور في المنازل، مثل الحمام والأوز والبطرك والطواويس والدجاج والنحل المعسل ، ومعرفة الجيد منها وسياستها وتدبيرها، وذكر عللها وعلاج بعض أدوائها. وقد اهتم العلماء المسلمين بالنحل، وأمراضه، شرح فيه اقتناء الكلاب المباح، واتخاذها للصيد والزرع والماشية ومعرفة جيدها وسياستها، وعلاج أدوائها،