فعندما وصل ليبل إلى المطبخ ليتناول إفطاره، وجد غطاء علبة اللبن التي تناولتها السيدة يعقوب، شكرا على هذه النقطة. قالَ ليتل وهو يجلس ليتناول الإفطار واضعا النقطة في جيب بنطاله). لكن إياك أن تنسى قطعة الخبز المدهونة، قالت السيدة يعقوب مذكرة إياه. طبعا طبعًا. ردَّ ليتل ، ثُم أضاف: أتعرفين بماذا حلمت في هذه الليلة؟ - كيف لي أن أعرف ؟ لقد حلمت اللَّيلَةَ بكلب. كانَ كلبًا بنيَّ اللّونِ ووفيًّا. الحمدُ للهِ أَنَّهُ كَانَ مُجَرَّدَ حُلْمٍ . - لماذا ؟ تساءل ليبل مندهشا . - الكلاب وسيلة لنقل أسوأ أنواع المرض كداء الكلب - ردَّتِ السَّيدة - - غير صحيح على الإطلاق ! فضلاً عَنْ أَنَّ براغيثها تختلف عن . براغيث الناس أرأيت ؟ براغيث الكلاب يا لَهُ مِنْ أمر مقززا ولكن لا داعي للخلاف حول هذا الأمر. فقد شرب علبة اللبن، وفي اللحظة التي أراد أن يتجه فيها نحو شارع (هيردر) قادما من شارع (فريدريش روكــرت)، تسمر في الشارع، وأخذ يحدق في الجانب الآخر من هذا الشارع، حيث كان يقعي أمام سياج إحدى الحدائق الكلب الذي رآه في منامه. نهض الكلب عندما اقترب ليتل منه ، وصارَ يُحرك ذيله، نحو ليبل، وينظر إليه نظرات مملوءة بالأمل. وكانت له عيناه الفاتحتان مثلما كان على صدره البقعة السوداء ذاتها . أَمْ تُرى كان هو الكلب الضَّال نفسه الذي قامت السيدة ( يشكي) بإطعامه يوم أمس ؟ فقد كان له هو مرحبا يا (موك) ! قال ليتل أضاف: تعال ! تعال معي يا (موك)! ابتعدا قال ليتل ضاحكًا، وهو يُبعد رأس (موك) بعيدًا، ثُمَّ قال: أنت تعلم تماما ما سأعطيك. واقتطع منها جزءا صغيرًا، وناولها للكلب وأكلها بشيءٍ مِنَ الحَذَرِ. - إنها باردة بعض الشيء، فقد كانت في الثلاجة. قالَ ليتل معتذرا. لكن فيقول له على التوالي: هيا اجلس ! هيا تعال ! ثُمَّ تنبه إلى أنه في الطريق إلى المدرسة، فَأَخَذَ يُرولُ فشرع يركض خلفه تارةً، وأنفاسه تتلاحق. كانت الحِصَّة قد بدأت منذ زمن،