أعاد الموقِدُ إلى بيَْتِنَا الدّفْءَ والحَرَارةَ يَا بنَُيّ،بَاحِثًا عن الأوَانِي المَبْثُوثَة فِي الْقَاعَةِ… فَهِي كَانَتْ ترَى الأَوَانِي آنِيَةًآنِيَةً بِكُلِّ ذَرّات شُعُورِهَا؛ تَرَى الأَكْوَابَ وَالصِّحَافَ وَالْجِفَانَ وَالطَّوَاجِنَوَترى الْمُزَخْرَفَ وَالمَنْقُوشَ وَالْمُلَوّن وما لا زَخْرَفَةَ فِيهِ وَلا نَقْشَ عَلَيهِ.كَانَتْ نَفْسُهَا مُكْتَظَّةً بِالأوَانِي الْمَوْجُودَةِ فِي كُلّ مَكَانٍ من قَاعَة الْبَيْتِ.وَكَانَ مَاضِيهَا أيضا مَمْلُوءًا بِهَذِهِ الصِّنَاعَة؛ وَأكْسبهَا إيَِّاهُ الْعَمَلُ الْمُتَوَاصِل الّذِي لَمْ ثُمَّ أكْسبَهَا إيَِّاهُ شَغفٌ دَائِمُ وَطمُوحٌ مُتَوَاصِل نَحْو الإتْقَانِ.كَانَتْ كلّما شَرَعتْ في صُنْع آنِيَةٍ أَفرَغَتْ في إنِْشَائِهَا جُهْدهَا وكُلَّ ورسمَتْ علَيها كُلَّ مَا يجري حَوْلهَا مِن أَحدَاثوما يَعتَمِل فِي نَفْسهَا مِنْ عوَاطف رسمَتْ ذَلِكَ خطوطا مُسْتَقِيمَةالنِّهَايَةِ رُسُومٌ جَمِيلَة الْهَنْدَسَةِ وَأَشْكَال تُعبِّرُ عَنْ ذِكْرَيَاتٍ وَأَحْدَاثٍ لالم تَكنْ تَهْتَمُّ بِالنَّاسِ أَنْ يَفْهَمُوا زَخْرَفَتَهَا أو لا يَفْهَمُوا، فَخّارهَا إنْ لَمْ يُذَكِّرِ النَّاسَ بِأَحْدَاثٍ مَرَّتْ بِهمْفهو عَلَى كُلِّ حَال يَكْفِيهم حاجتَهُمْ فيمَا يَسْتَعْمِلُونَهُ لِلطّعَامِ وَالشّرابِ.