بدأ الاهتمام بدراسة الإنسان منذ دعوة سقراط لـ"اعرف نفسك"، متجسداً بتصنيف أرسطو للعلوم إلى قسمين: نظري (معرفة مجردة) وعملي (أخلاق، سياسة، فن). ازدهرت العلوم الإنسانية عند العرب في العصور الوسطى، مدعومةً بمعرفتهم للحضارات الأخرى، خاصةً اليونانية عبر حركة الترجمة، ما أدى لامتزاج العلوم الدينية باليونانية، ونشوء علوم جديدة كالتفسير والفقه. رغم وجود تحفظات دينية على الفلسفة، إلا أن اهتمام المسلمين بها كدراسة للعقل البشري ظل قائماً. ظهرت في العصر الحديث أفكار لبناء علوم إنسانية مشابهة للعلوم الطبيعية، كما في أبحاث بيكون الذي دعا لتطبيق المنهج الاستقرائي على جميع العلوم. ساهم نجاح العلوم الطبيعية في القرن التاسع عشر، وانفصالها عن الفلسفة، في ظهور العلوم الإنسانية رسميًا، ساعياً لتطبيق منهجية مماثلة لتحقيق نتائج علمية دقيقة. رافق هذا الظهور في الحضارة الغربية تغيرات اجتماعية، وتطور علاقة الإنسان بالطبيعة والتاريخ، بهدف فهم سلوك الإنسان بمختلف جوانبه.