ويتعدى على الحيوانات في الغابة، وأخذوا يفكرون في طريقة يقنعون بها الأسد أن يحسن معاملتهم، فقال القرد : لا بد أن نرسل للأسد من يكلمه ويقنعه بعدم التعرض لنا، فتساءل الجميع : ومن يستطيع أن يفعل ذلك؟ ! خاف الجميع على أنفسهم من بطش الأسد المغرور، ولم يرض أحد من الحاضرين أن يذهب إليه؛ وأثناء ذلك رأوا ذبابة صغيرة تطير، وهنا خطرت فکرة علی عقل القرد؛ و هي أن يرسل الذبابة إلى الأسد، فأشار على الحاضرين بتلك الفكرة. وقالت له بصوت جميل: يا ملك الغابة، فالتفت الأسد إليها متعجبًا من جرأتها، وقال مستنكرا: ماذا تريدين؟! فقالت: جئت لأعرض عليك مطالب الحيوانات، ضحك الأسد بسخرية شديدة، وقال للذبابة: ألم يجدوا غیرك يرسلونه إلي، فمن أنت لكي تأتي وتحدثيني؟! فتحملت الذبابة وقاحة الأسد، وقالت: أنا مخلوق مثلك، فقال الأسد: أنت لا شأن لك، عندئذ قالت الذبابة: أيها الأسد،قال الأسد المغرور للذبابة: أنت أصغر وأحقر من أن أسخر منك. فقالت الذبابة: أنا صغيرة ولكني عاقلة، فلا تنظر إلى صغر حجمي، ولكن انظر إلى القوة التي منحها الله لي. فقال لها الأسد: أي قوة أيها المجنونة؟! الديك قوة؟ هذا شيء محال. فقالت: لدي قوة لا تعلمها، فرغم ضعفي أستطيع أن أقضي عليك، وقفت الذبابة على وجه الأسد ولدغته ، فجرح وجهه ولم يمسكها، وظلت الذبابة تنتقل من أنفه إلى أذنه، والأسد يحاول أن يمسكها فيجرح نفسه، وتسيل دماؤه من غير أن يمسك الذبابة.شعر الأسد بالإعياء والتعب، وسقط علی الأرض مغشيا عليه، والدماء تسيل من كل جزء في جسده، بينما وقفت الذبابة تشرب من دمه، فهذا درس لك أيها المغرور؛ وألا تعتدي على أحد بعد ذلك.