كلّما وقفت لأرى شروق الشمس أتذكر كلام أمي لي حين قالت لي: إنَّ كل إنسان مُسيرٌ لما خُلق له، ولا أدري بنفسي إلا وأنا شارد الذهن بعض دقائق طويلة وأنا أدور حول الفكرة ذاتها، فكرت قليلًا ربّما يكون حلمي أن أكون طبيبًا فأنا دائمًا ما أسمع عن فضائل الأطباء وكيف يُنقذون النَّاس من الموت المُحتّم بإذن الله، نعم إنَّها مهنة التعليم لا بدَّ أن أكون معلمًا وأريد أن أختصّ في دراسة علم النفس لأعلم ما الذي يدور في خُلد الآخرين، وما هي الأمور التي يخجل النَّاس من البوح بها لبعضهم فتُشكل لديهم عقدًا نفسيةً يصعب الخلاص منها. إنَّ اختصاص علم النفس يُمكنني من فهم العقول التي أتعامل معها عقول طلابي، تلك الأمانة التي أودعها الله لكل مُدرّسٍ فهو إمَّا أن يُنمّيها على الحسن من الأمور وإما أن تكون لعنة عليه إلى يوم القيامة إن هو أساء استثمارها، ولكن أعود إلى الجملة الأولى التي علّمتني إيّاها أمي أن كل إنسانٍ ميسرٌ لما خُلق له، وكم أتمنى من ربي أن تكون بصمتي على جدار الحياة إيجابية، أمَّا بالنّسبة للحرفة التي يجدر بي تعلّمها إلى جانب دراستي فأتمنّى أن أتعلّم طريقة تركيب العطور، إذ إنّ الورود لا يُمكن أن توجد في كلّ مكان فيكون العطر غيضٌ من ذلك الفيض.