الإيمان في اللغة : معناه التصديق . قال ابن منظور في لسان العرب : واتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان معناه التصديق . تعالى : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين (۱)(۲) ) أي بمصدق . الايمان في اصطلاح الشرع : التصديق بما جاء به الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام مما علم من الدين بالضرورة أو ما أشبهها من الأدلة اليقينية . وقد فسر النبي عليه الصلاة والسلام الإيمان في الحديث الطويل الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل جبريل النبي عليه الصلاة والسلام : قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم . وتؤمن بالقدر خيره وشره (۳) ) . اشتراط النطق بالشهادتين في صحة الإيمان : اختلفوا في اشتراط النطق بالشهادتين لصحة الإيمان . فذهب جمهور الأشاعرة والماتريدية الى أن النطق بالشهادتين شرط لإحراء أحكام المؤمنين عليه في الدنيا ، والدفن في مقابر المسلمين ، وذلك لأن التصديق القلبي وان كان إيماناً إلا أنه باطن خفي، فلا بد له من علامة ظاهرة تدل عليه لتناط به تلك الأحكام ، ولا لإباء ، بل اتفق له ذلك فهو مؤمن عند الله غير مؤمن في الأحكام الدنيوية ، أما المعذور اذا قامت قرينة على أسلامه بغير النطق كالاشارة فهو مؤمن فيهما . ولو أذعــــن في قلبه فلا ينفعه ذلك ولو في الآخرة . ومن أقر بلسانه ولم يصدق بقلبه كالمنافق فهو مؤمن في الأحكام الدنيوية غير مؤمن عند الله تعالى . الإيمان والاسلام وما بينهما من علاقة : وأما الاسلام في اللغة فمعناه ومعناه في اصطلاح الشرع الدليل اليقيني ، أخبرني عن الاسلام ، قال الاسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت اليه سبيلا » وفي حديث ابن عمر : ( بني الاسلام على خمس . ذهب فريق من ما صدقا ، أي إن لكل من الإيمان والاسلام مفهوماً يغاير مفهوم الآخر كما رأيت في تفسير ذلك في الحديث ، في الأفراد الخارجية ، 1I71 ولا يمكن أن يطلق عليه أنه مؤمن إلا اذا كان مسلماً ، والضاحك المتعجب ، ولكنهما يدلان على الانسان فقط ، متحدان ما صدقاً . وأما اذا أريد الإيمان من حيث هو وبالاسلام كذلك ، أي يجتمعان في شيء ، وينفرد الإيمان فيمن صدق بقلبه وهذا ما ذهب اليه جمهور الأشاعرة . وأجاد فلم يترك الغيره مقالا في ذلك ، قال رحمه الله تعالى : الحق فيه أن الشرع قد ورد باستعمالها على سبيل التوارد والترادف ، وورد على سبيل التداخل ، أما الترادف ففي قوله تعالى : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين » وقال تعالى : « يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه » وسئل وأما الاختلاف فقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا فأراد بالإيمان هنا التصديق بالقلب وبالاسلام الاستسلام ظاهراً باللسان والجوارح ،