كان رجل يعيش في بيتٍ صغير وسط الغابة، وعلق مصباحًا أمام بيته ليُضيء في الليل كل ما حوله ويحول الظلام إلى نور. كان كل من يمشي أمام الكوخ في الليل ينظر إلى المصباح المنير ويقول، ما أجمل هذا المصباح! بدأ المصباح يشعر بالغرور، ويظن نفسه شيئًا عظيمًا، وينظر إلى كل شيء في حوله باحتقار. قال المصباح مفتخرًا بنفسه: "إن القمر والنجوم لا تستطيع أن تُنير الطريق للناس في الليل كما أنيره لهم." سمع الهواء كلام المصباح، وقال: "إن هذا المصباح مغرور كيف يقارن نفسه بالقمر والنجوم؟! يجب أن ألقي له درسًا في التواضع." ثم هبّ الهواء قليلًا وأطفأ نور المصباح! لمّا رأى صاحب البيت ذلك قال له: "إن نورك يطفئه قليل من الهواء أما القمر والنجوم فلا ينطفئ نورهما عندما يهب الهواء." خجل المصباح من نفسه، وعرف أن في الدنيا أشياء أخرى أنفع منه. في النهاية تواضع المصباح وعرف قيمة نفسه، ولم يفتخر بها مطلقًا.