ثم هو يوصى الخليفة بأن يغير حاشيته التي تسىء إليه، وهو يشير إلى هذه الحاشية بكلمة الصحابة : « ما رأينا أعجوبة قط أعجب من هذه الصحابة ممن لا ينتهى إلى أدب ذي نباهة ، ثم هو مسخوط الرأى مشهور بالفجور ». وابن المقفع فى مثل هذا الهجوم الواضح على الحاشية عرض نفسه لنقمة من يملكون أُذُنَ السلطان ، ويستطيعون أن يدسوا ما يشاءون ، واحدة من التهم التي وجهت إلى ابن المقفع ومع أن حداثة عهده بالإسلام وقدم صلته بالمزدكية تسهل مرور مثل هذه التهم ، فإن المناخ السياسي العام ودور الحاشية التى لم تكن راضية عن نقد ابن المقفع لها تجعل أيضا وجود الجانب السياسي في تهمة الزندقة واردا دائما (1) . عند نقد الجنود وقوادهم . والحاشية وأفرادها ، ولكنه انتقل إلى الخراج ونظم الجباية والفوضى المتصلة بطريقة تنظيمها وتحصيلها ، ثم إلى القضاة وتوزع المغالين منهم بين الالتزام بالتقليد دون التمحيص والتحقق أو المغالاة فى الرأى دون التروى والتبصر ، واقترح لكل مجال تصورا محددا للإصلاح ،