طرأت ظروف خلال السنوات الخمس التي سبقت توقيع المعاهدة عام 1994 وبصورة جذرية على خريطة الشرق الأوسط السياسية بعد انتهاء الحرب الباردة وما تبع ذلك من تحولات في المعادلات والموازين الدولية والإقليمية، أهمها إنهيار الاتحاد السوفيتي وظهور النظام الدولي الجديد، وأدخلت تداعيات حرب الخليج الثانية عام 1991 المنطقة العربية في مرحلة خطرة فقد تأزمت الأوضاع في العالم العربي بشكل عام، حيث فرض حصار اقتصادي وازدادت الضغوط الداخلية والخارجية، وأثناء هذه الفترة الحرجة طرح موضوع السلام من جديد في المنطقة، وقد حدث أن تحركت الدول العربية المحتلة أراضيها من إسرائيل نحو السلام، وإجماع وطني على أخذ دور فاعل في السعي نحو السلام العادل المشرف الذي تقبل به الأجيال القادمة وتصونه، والأردن وبحكم واقعه السياسي وإمكانياته لا يملك إلا أن يكون مع الإجماع العربي،