تعتبر الأمثال الشعبية الفلسطينية من أهم أركان التراث الشعبي الفلسطيني؛ وذلك لبلاغة تعبيرها عن مختلف تجارب المجتمع الفلسطيني التي مر بها عبر العصور والتي تعبر عن ثقافته وطرق عيشه ومختلف المعاملات والأخلاق التي تعارف عليها الناس فيه. وتحكي الأمثال الشعبية حقيقة مألوفة صيغت بأسلوب مختصر حتى يتناولها جمهور واسع من الناس وهي من ناحية بلاغية تتميز بالإيجاز. والمثل الشعبي هو جملة قصيرة بليغة متوارثة عبر الأجيال، سهلة الانتشار وسريعة التداول جاءت تعبيرا عن تجربة محددة وشاع استعمالها بمناسبة وقوع تجارب أو مواقف مماثلة للتجربة الأصلية. الباحث والمتخصص في التاريخ الفلسطيني والقرى والمدن الفلسطينية المدمرة على أن المجتمع الفلسطيني له الكثير من القيم والأمثال الشعبية التي تنعكس في سلوكها الاجتماعي ويرتاح معها السامع ويزداد اقتناعا بما يسمع. مشيرا إلى أن بعض هذه الأمثال الشعبية لها وظيفته اجتماعية في المجتمع الفلسطيني. وأوضح المدني أن هناك أكثر من تعريف للمثل الشعبي لكن أكثرها شيوعا التعريف التالي: “المثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفافة من جيل إلى جيل. وقال: “يجد المدقق في هذه الأمثال الشعبية أنها متنوعة وكثيرة واضحة المعنى قصيرة الكلمات ومعظمها باللغة العامية فيها إثارة وتجمع بين السخرية أحيانا والحكمة أحيانا أخرى، كما تناولت العديد من مساوئ المرأة ومحاسنها في ظل الحياة الاجتماعية والأسرية في المجتمع الفلسطيني”. وأشار المدني إلى أن الأمثال الشعبية تكشف عن فلسفة المجتمع الاجتماعية والأخلاقية وتعكس وجوده الاجتماعي وهي أيضا صورة للواقع وتجسيد للمشاعر والطموح. وأضاف: “الأمثال الشعبية الفلسطينية لم تترك جانبا من جوانب الحياة إلا وتناولته إيجابا وسلبا، ولم تكتف هذه الأمثال بطرق أمور الحياة فقط بل تناولت الكثير منها الجوانب الدينية والجنة والنار والثواب والعقاب ولكن بما لا يتعارض مع الشريعة والحكمة والمنطق والأصول”. الأمثال الشعبية وثيقة اجتماعية وتاريخية ونفسية يهتم بها الدارسون، تترجم عن فلسفة الحياة التي يدين بها شعب من الشعوب في تلقائية وبساطة. وقال زقوت في حديث معه: “إن أنواع الخبرات المأخوذة من تجارب الحياة والتي يقوم عليها المثل الشعبي في كثير من الأحيان ذات أثر في سلوك الناس اعتمادا على أن المثل نتيجة لخبرة سابقة لأجيال ماضية”. فأوجدت كلماتها بما يتناسب مع عقيدتها وتفكيرها لتكون عونا في التغلب على صعوبات الحياة والعمل، فهي بالإضافة إلى أنها حاجة اجتماعية اقتصادية ثقافية ونفسية، إنما تلعب دورا أساسيا في الحياة الثقافية للمجتمع، وتساهم في الكشف عن جوانب كثيرة وهامة في القيم الاجتماعية ـ الثقافية لشعب ما أو لمجتمع ما”. حيث تظهر فيها اللهجة العامية الفلسطينية”. بحيث تشكل أي محاولة للاقتطاع منها تشويها لها، وأوضح أن الأمثال الشعبية تناولت كل ظواهر المجتمع، ذاكرا عدد من الحيوانات التي جاءت في الأمثال مثل: الكلب، مما يؤكد ارتباط المثل بالمحيط الاجتماعي للإنسان بكل قوة”. بيت مال بربيش رجال، الموت مع الجماعة رحمة، البنت بلا أخلاق دالية بلا أوراق،