ومنذ أن مسك الغرب بناصية العلم وبدأ أول خطواته على طريق التقدم الصناعي والتكنولوجي حتى أخذت تتراجع القيم الإنسانية في منظومته الأخلاقية، بدأت تحل قيم جديدة تكرس الحس العنصري، وتفترض وجود عناصر بشرية راقية، ومنذ ذلك الحين أخذ الغرب يحتقر الآخر ويهمشه ويفرض عليه أنساقه الثقافية بعد أن يحطم بنيته المعرفية، وقديما حول الغرب الشرق موضوعا للدراسة والبحث بهدف استغلاله وإذلاله دون أن يعترف له بإنسانيته ولم يسمح له بحق الحياة مستقلا عنه. مضطهدا يتخبطه بدين الحضارة الغازية، ويلهث من أجل اللحاق بها.