وهؤلاء يعنون بدرس نص من النصوص من الوجهة اللغوية الصرفة، هو متصل بالعصر اللغوي الذي أنشئ فيه أو غري متصل، للغات الأجنبية من تأثري في لغة املؤلف، وغري ذلك مما يتصل بهذا النحو من البحث. يلتمس شاعره أو كاتبه أو عامله فيما ترك من الآثار، ثم يجتهد في تحقيق الصلة بينه وبني عصره وبيئته وجنسه، وفي تحقيق ما بينه وبني هذه املؤثرات من تفاعل. هو الزهرة الحقيقية لجهود اللغويني والباحثني وعلى هذه الجهود الخصبة في حقيقة الأمر — والتي يزدريها في كثري ً على هذه الجهود يقوم التاريخ الأدبي الصحيح، فلو أن عاملا فرنسيٍّ ً ا مثلا أراد أن يضع كتابًا في تاريخ الأدب الفرنسي مستوفيً ً ا لشرائط البحث العلمي الفني جميع ُ ا ملا وفق لشيء ووضعوا بني يديه خلاصات قيمة لهذا الدرس القوي العنيف الخصب الذي تناولوا به أنحاء الحياة الأدبية الفرنسية في عصورها وظروفها وأنت تستطيع أن تنظر في املجلات الأدبية سواء منها ما يصدر لجمهور املستنريين كمجلة العاملني ومجلة باريس وما يصدر منها للمتخصصني من العلماء كمجلة العلماء، مقدار ما يبذل العلماء من الجهود في النحو العلمي الخالص من تاريخ الآداب. ومن هذه الجهود كلها يتم له في كتابه هذا املزاج الذي نسميه تاريخ الآداب، ً نجد فيه حني نقرؤه لذة العقل ولذة الشعور والذوق جميعا.