في المملكة الأردنية الهاشمية كان للقوات المسلحة الأردنية دور أساسي وكبير جداً في مواجهة جائحة كورونا خصوصا بعد إصدار الحكومة قانون الدفاع ومنع التجول، فقد قامت القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية وما تزال تقوم بدور رائد في التصدي لجائحة فيروس كورونا  تنفيذاً لتوجيهات جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وتطبيقا لتعليمات القيادة العامة للقوات المسلحة والحكومة الأردنية،   ولقد كان لكلمات جلالة القائد الأعلى دور عظيم في شحذ الهمم ورفع المعنويات إذ خاطب جلالته شعبه الأردني الوفي قائلاً " ودعوني أقول لكم، أنتم كبار لأنكم تحققون الإنجازات العظيمة في أصعب الظروف، كبار لأنكم تقدمون أروع صور التضحية والإيثار، وكبار لأنكم في وطن كرامة الإنسان فيه فوق كل الاعتبارات. هذا هو الأردني الذي أعرفه وأباهي به العالم". وأثنى جلالته على القوات المسلحة الأردنية مبديا إعتزازه بها قائلا:" لقد علمتني مدرسة الجندية أهمية أن تكون خططنا استباقية، ولهذا ومنذ اللحظة الأولى لإطلاق الإنذار العالمي ضد وباء فيروس كورونا، وجهتُ الحكومة وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، للتعامل مع هذا الخطر بأعلى درجات الجاهزية، ولتشكيل خلية أزمة قبل تفشي الوباء أو فقدان السيطرة عليه، شدة وبتزول"  وقد أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أنها ستتواجد على مداخل ومخارج المدن في جميع أرجاء الوطن فانتشر أفراد القوات المسلحة في العديد من الشوارع في المحافظات من أجل تقديم الدعم والإسناد لبقية أجهزة الدولة ومنها الأمن العام والدفاع المدني والدرك وكوادر وزارة الصحة ممثلة في فرق التقصي الوبائي عبر مرافقتها من أجل تسهيل مهامها في الوصول إلى الأماكن والبؤر المصابة بالفيروس من أجل غلقها لفحص المصابين والمخالطين وأخذ العينات حفاظا على سكانها وبقية المواطنيين وساهمت القوات المسلحة الأردنية في تطبيق امر الدفاع رقم /2 لعام 2020، والقاضي بحظر التجول في العديد من الأماكن مع المحافظة على القدر الذي يضمن تطبيقه بدون تعطيل الحياة اليومية الضرورية وتنظيم دخول المواطنين إلى الأماكن العامة من الوزارات والمؤسسات الحكومية والبنوك وشركات الكهرباء وغيرها من الأماكن العامة. كما ناشدت القيادة العامة للقوات المسلحة في العديد من البيانات التي أصدرتها المواطنين بضرورة اتباع جميع التعليمات الصادرة من الوحدات المنتشرة على مداخل ومخارج المدن والمحافظات، وكان لغرفة عمليات إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات جهد هائل في تلقي الاتصالات من المواطنين والتعامل معها جميعها وإنهاءها بنجاح بالتنسيق مع مختلف الأجهزة المعنية لتذليل جميع الصعوبات التي تواجه المواطنين وبما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية والخطط الحكومية للحد من آثار انتشار جائحة فيروس كورونا. وقامت مديرية التموين والنقل الملكي بتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي - بتزويد جميع مستشفيات وزارة الصحة باحتياجاتها من مادة الخبز والمستلزمات الأخرى وكذلك تزويد المواطنيين بحاجاتهم المعيشية في مختلف المحافظات وتنظيم وصولها بسهولة ويسر. وعملت فرق التطهير التابعة لمديرية سلاح الهندسة الملكي على إنجاز المهام الموكلة لها على أكمل وجه وحسب الطلب، حيث قامت بتطهير العديد من المواقع باستخدام أحدث الأجهزة والتقنيات ، كما قامت فرق التطهير بتعقيم غرفة العزل في طوارئ الخدمات الطبية الملكية. وكان لغرفة عمليات إدارة أزمة فيروس كورونا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الدور الرئيس في عملية تنظيم عودة المواطنين والطلبة الأردنيين الذين تقطعت بهم السبل في العديد من دول العالم. كما ساهمت الخدمات الطبية الملكية في مكافحة جائحة كورونا من خلال دخول الأطقم الطبية العسكرية إلى مراكز انتشار الوباء، وقيام إدارات الحرب الكيميائية والبيولوجية بتطهير المطار والمؤسسات والمنشآت الحكومية التي يتردد عليها المواطنون، وعملت القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي- على مراقبة تنفيذ إجراءات حظر التجوال وإغلاق القرى والمدن، ومنع السفر من محافظة لأخرى والتمركز عند مداخل المدن ومخارجها، واستخدام الاحتياطات الاستراتيجية للقوات المسلحة من مستلزمات الوقاية والعلاج وأجهزة التنفس الصناعي وتوزيعها على المستشفيات العامة، وتوجيه مركز الملك عبدالله للتطوير والتصنيع (كادبي) على إنتاج الكمامات والقفازات والملابس ومواد التطهير للأفراد وبناء المستشفيات الميدانية لإجراء الفحوصات والعزل للمصابين وكرافانات الحجر الصحي عند المعابر وفي منطقة البحر الميت. كما ساهمت القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية الأخرى في مواكبة وحراسة الحافلات التي قامت بنقل المواطنين الخاضعين للحجر الصحي من مطار الملكة علياء الدولي إلى أماكن الحجر الصحي في الفنادق المخصصة لذلك في العاصمة عمان ومنطقة البحر الميت. وعملت أيضا على تأمين الحماية لهذه الأماكن ووضع نقاط الغلق لمنع الوصول لغير المعنيين إلى هذه الأماكن وكذلك منع المواطنيين من التنقل بين المحافظات والألوية في أثناء تنفيذ الحظر الشامل إلى جانب ضبط المركبات المخالفة لأوامر الحظر وحجزها في أماكن محددة وإصدار تصاريح التنقل للمركبات. ومن الناحية الإعلامية فقد كان للقوات المسلحة الأردنية السبق في ذلك من خلال الناطق الإعلامي للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي-  في إصدار البيانات اليومية والإيجازات الصحفية والتعليمات.                                                                                             وساهمت طائرات سلاح الجو ممثلة في طائرات النقل العسكري  والإخلاء والإسعاف الطبي والمروحيات في نقل المساعدات والمعدات الطبية والمواطنيين من داخل المملكة وخارجها حيث شارك سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله المعظم في عمليات نقل المساعدات للمواطنيين بواسطة مروحيات سلاح الجو الملكي وكذلك كان لمديرية النقل العسكري دور بارز في نقل المواطنيين الخاضعين للحجر الصحي من مطار الملكة علياء الدولي إلى الفنادق المخصصة للحجر الصحي في العاصمة عمان ومنطقة البحر الميت بواسطه حافلات النقل العسكري وذلك بتوجيهات مباشرة من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمتابعة من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ممثلة في عطوفة رئيس هيئة الأركان اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي.