ج - مرحلة تحديد المشكلة المقابلة الثانية وفي هذا المرحلة يبدأ العمل الإرشادي أو العلاجي الفعلي ، فعندما تنتهى المرحلة الأولى التي كانت تتسم بالطابع الاجتماعي وتهدف إلى إقامة الألفة بين المرشد والأسرة يبدأ المرشد ومنذ المقابلة الثانية مراحل العمل الفعلية مبتدئاً بتحديد المشكلة . وأول ما سيواجهه المرشد في أولى جلسات العمل محاولات الأسرة لحصر المشكلة في العضو الذي حددوه كمريض ، وأنه إذا ما عولج هذا العضو فإن كل أمور الأسرة ستكون على ما يرام ، وكأن لسان حالهم يقول للمرشد : " لا تتعب نفسك في البحث فنحن أصحاب المشكلة وأدرى بها منك . وهذا هو التحدى الأول وربما الأكبر الذي يواجه المرشد الأسري في بداية عمله مع الأسرة ، ولذا تكون كل الأنظار والاهتمام موجهة إلى عضو الأسرة الذي حدد كمريض ويتوقعون أن يتجه المرشد إليه بالأسئلة والاستفسارات . وفي هذا الصدد ينصح هيلي " المرشد أن عليه بعد أن يكون قد أخذ فكرة لا بأس بها عن بناء القوة في الأسرة وعن مواطن التأثير فيها خلال مراحل الاتصالات الأولية ومرحلة الالتحاق أن يتوجه بالسؤال الأول نحو عضو الأسرة الأقل انغماساً أو ارتباطاً بالمشكلة حتى نبعد قليلاً عن جو المشكلة . والذي يستطع أن يأتي بالأسرة إلى الإرشاد الأسري ينبغي أن يعامل بأكبر قدر من الاهتمام والاحترام . ويحدث هذا كثيراً مع العضو الذي حدد كمريض حيث يكون الجميع في حالة يدفعونه فيها إلى الكلام باعتباره الشخص المعنى بالأمر وحده ، في الوقت الذي يكون فيه هذا العضو حائراً مثقلاً ومحملاً بهموم الأسرة ومشكلاتها ولا يعرف كيف يتكلم لأن لديه قدر كبير من الممارسة في مقاومة قسر الراشدين . ويصوغ المرشدون الأسريون هذه القاعدة قائلين لا تحاول أن تجبر عضواً أخرساً على أن يتكلم ) Don't attempt to forc amute to speak ويقترح البعض أن يدفع هذا العضو إلى الكلام بصورة بها بعض التحايل والاستدراج مثل " نوبل " الذي يقترح أن يتوجه المرشد بالسؤال إلى أعضاء الأسرة الآخرين ماذا تظن أن يقول ( س ) إذا ما أراد أن يتكلم عن الموضوع ؟ ويمكن أن يوجه المرشد السؤال إلى الأعضاء الآخرين بشكل دائرى إذا كان ذلك ضرورياً ، والثانى أن يبعد " التهمة " اللاصقة بالعضو الذي حددته الأسرة كمريض والثالث أن يتحدث في موضوعات أخرى غير مشكلة الأسرة بشرط الا يجعل الأسرة تهرب من المشكلة . وقلنا أن الذكريات الأسرية مدخل مناسب لتحقيق هذه الأمور ، ثم إضافة أسرتي الأصل والأقارب خاصة المؤثرين أو ذوى العلاقة الوثيقة بالأسرة النووية ، وترى فرجينيا ساتر " أن على المرشد في المراحل المبكرة في الإرشاد ابتداء من المقابلة الثانية أن يعطى الفرصة لكل عضو في الأسرة ليعبر عن وجهة نظره فيما يتعلق بالمشكلة التي انت بالأسرة إلى الإرشاد أو العلاج النفسي أو حسب تعبيرها للتحدث عن " الألم في الأسرة ( 1983 , كما يحتاج المرشد أن يعرف كل ما يمكن معرفته عن المنسق الأسري والمكانة التي منحها إياه هذا النسق مع بداية عملية الإرشاد ، أو بمعنى آخر علاقة النسق الفرعي الذي يتكون من المرشد بالنسق الفرعي الذي يتكون من الأسرة في ظل النسق الفوقي -Supra sys tem الجديد الذي سعى المرشد لتكوينه منه ومن الأسرة . ولذا لجأت الأسرة إلى المرشد النفسي ليقوم المرشد نفسه بهذه المهمة ، Walrond Skinner ولذا فإن على المرشد أن يكون منتبها إلى التعارض الذي يوجد بين الاتصال اللفظى وبين المعطيات غير اللفظية والسلوك الفعلى غير اللفظي وعلى المرشد أن يترجم الأنشطة غير اللفظية لأفراد النسق الأسري كلهم صغاراً وكباراً ، وعلى المرشد أيضاً أن يستجمع في ذهنه كل ما عرفه عن ديناميات النسق الأسري الذي يتعامل معه ، وأن يحاول أن يقترب من مشكلة الأسرة وبالتعاون مع أفرادها ،