تعتبر مجالات حفظ الصحة والنظافة وحماية البيئة ومحاربة عوامل انتشار الأمراض من أهم مجالات خدمات القرب التي تندرج ضمن الاختصاصات الموكلة للجماعات، من خلال المكاتب الجماعية لحفظ الصحة، ولقد شكلت فترة مواجهة تفشي جائحة "كوفيد-19" مناسبة لاستحضار الأدوار الطلائعية لهذا المرفق العمومي الجماعي والعاملين به ومكانتهم داخل المنظومة الصحية الوطنية، فبخصوص أداء المكاتب الجماعية لحفظ الصحة، ويجد أكثر من نصف المكاتب الجماعية صعوبة في ممارسة الاختصاصات المرتبطة بمحاربة الحشرات والقوارض ومحاربة داء السعار ومراقبة جودة المنتجات الغذائية والمياه وإجراء التحاليل المخبرية ذات الصلة، وعلاقة بالإطار القانوني والمؤسساتي، يحتاج تدبير المكاتب الجماعية للصحة إلى اعتماد نصوص تشريعية وتنظيمية لتحديد وتأطير بعض مجالات تدخلها، كمساطر حجز البضائع والحيوانات وإجراء التحاليل المختبرية، وكذا لتأطير الوضعيات القانونية لمواردها البشرية كالممرضين الجماعيين والأعوان المكلفين ببعض المهام الخطرة (كاستعمال المبيدات والتدخل لمحاربة الحيوانات الضالة)،