يروي الكاتب، من منفاه، شهادته عن معاناته خلال العشرية السوداء في الجزائر، مبرزًا صمت بعض رفاقه في المعتقل حتى بعد مغادرتهم الوطن. يكتب مدفوعًا بمديونية للحقيقة، كآخر الناجين من جحيم لا يجب أن يُنسى، من أجل العدالة وتاريخٍ لا يُزوّر. يشهد على وحشية النظام، مستخدماً القضاء لقمع المواطنين، مُؤكدًا أنه لا يندم على أفعاله، مُتوقعًا تغييرًا جذريًا قادمًا. يُسرد تفاصيل اختطافه وتعذيبه على يد رجال أمن ملثمين، ذكريات صديق طفولته المُقتَل كصفعة قاسية تذكّره بالظلم. يُنكر تخليه عن قناعاته، مُؤكدًا تمسكه بقيمه، مُستهجنًا قتل النظام ونهب ممتلكاتهم. يستذكر استجوابًا قاسيًا، حيث صرخ جلاده: "كل يوم يموت رجالنا مقابل راتب شهري، وأنتم تموتون من أجل قناعة تعتقدون أنها صحيحة!"، مُختتمًا بآية قرآنية عن عاقبة الظالمين. يذكر الكاتب شخصيات مثل عبد القادر دهبي وأحمد شريف، وغيرهم من المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في تلك الأحداث، مُشيراً إلى رواية ضابط سكران اعترف بتربية وتدريب زملائه لحماية النظام، مُشدداً على أن هذه الأحداث ليست مرتبطة بفترة الاستعمار فقط، بل تُشبه عصور ما قبل التاريخ من ناحية الوحشية. يشير إلى أن جميع الأحزاب والشخصيات العامة لم تسلم من بطش النظام، مُختتماً بذكر الراحل رئيس حركة حماس وقصة تأسيس تشكيل سياسي يجمع تيارات الحركة الإسلامية. يُسلط الضوء على دور المؤسسة الأمنية، و"وزارة التصليح والعلاقات العامة"، في ارتكاب جرائم إبادة جماعية، مشيراً إلى اختطافه وسجنه في مراكز تعذيب مثل "عبلة"، "بربروس"، و"لامباز"، وكيف تحولت هذه الأسماء إلى رموز للرعب. يُروي تفاصيل اختطافه وتنقله بين السجون، مستذكراً مواجهته مع الجلادين، وذكريات طفولته مع اعتقال والده على يد الجنود الفرنسيين عام 1957، و مشاهدته لشباب في فيلا غامضة أصبحوا لاحقًا جلادين. ينهي الكاتب روايته بتأكيده على أنه نجا، ويكتب ليس انتقامًا بل ليُخبر الحقيقة.