## لمحة تاريخية عن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية لا يمكن فهم النظام العالمي الحالي دون الرجوع إلى جذوره في أعقاب الحرب العالمية الثانية. فقد أدّت هذه الحرب، إلى جانب انتصار الحلفاء، إلى تقسيم العالم تقريباً إلى كتلتين متناقضتين: الكتلة الشرقية (الشيوعية) والكتلة الغربية (الرأسمالية). تضمنت هذه الكتلتين اختلافات إيديولوجية، حيث اعتبرت الأولى نفسها اشتراكية، بينما اتخذت الثانية الرأسمالية مبدأً لها. وكانت هناك أيضا خلافات على مستوى الأنظمة السياسية، حيث اتبعت الكتلة الشرقية نظام الحزب الواحد بينما اعتمدت الكتلة الغربية نظام تعدد الأحزاب. أثار هذا التناقض بين الكتلتين مخاوف من اندلاع صراع مسلح جديد، مما دفع إلى التوصل إلى تفاهمات لتجنب الحرب، مثل اتفاقية يالطا، التي حددت مجالات النفوذ لكل من الكتلتين، مع وجود مناطق متنازع عليها. وتأسست منظمة الأمم المتحدة لتحل محل عصبة الأمم، بهدف تنظيم العلاقات الدولية وتحقيق السلم العالمي، حيث تهدف إلى حل النزاعات الدولية بشكل سلمي دون اللجوء إلى القوة.