سـقطت الدرعيـة فـي يـد إبراهيـم بـن محمـد علي باشـا سـنة 1233هـ/1818م، الأولـى: كانـت مواليـة لجيـش محمـد علـى، وكان دافعها للمـوالاة هـو الخـوف مـن بطـش قـوات محمـد علـي، ولكنهـا لـم تسـتطع الصمـود أمـام إمكانـات جيـش محمـد علـى، ولـم تـرض بالاستسـام، ففضلـت هـذه الفئـة الرحيـل عـن المناطـق التـي وقعـت كمـا قـام بالأمـر نفسـه فـي المـدن الأخـرى للغـرض نفسـه، وارتحـل إبراهيـم باشـا عـن الجزيـرة العربيـة سـنة 1235هــ/1820م، ولـم يتركـه إبراهيـم باشـا، وبالفعــل فقــد أخــذت قــوات محمـد علـي مـا فـي البـاد مـن ذخائـر وأمـوال للدولـة السـعودية الأولـى، بـن عريعـر إليهـا وبسـط نفـوذه مـن جديـد. عـدة عوامـل مشـجعة لمحمـد بـن مشـاري علـى تأسـيس دولـة فـي الدرعيـة وهـي: حيـث كانـت إمـارة آل معمـر فـي العيينـة، بالإضافـة إلـى أنـه لـو انطلـق مـن العيينـة لكثـر المعارضـون لـه، بينمـا الدرعيـة سـتوفر لـه الكثيـر مـن المؤيديـن والمناصريـن حتـى مـن آل سـعود. يعلـن فيهـا التبعيـة للدولـة العثمانيـة. فعـاد الكثيـر مـن الذيـن هربـوا وقـت الغـزو مـن نجـد، ومـن هـؤلاء الإمـام تركـي بـن عبداللـه، لكنــه تمكــن مـن الهـرب فيمـا بـن المدينـة المنـورة وينبـع، لأن الأمـر لـم يكـن هينـاً عليـه، هـرب ابـنمعمـرإلـ ىسـدوس مدعيـاً بينمـا كانـت الحقيقـة تؤكـد أ ّنـه ذهـب لجمـع الأنصـار مـن حولـه. فانطلـق الإمـام تركـي بـن عبداللـه مـن بلـدة الحائـر، بعـد اسـتقرار الأمـر للإمـام تركـي بـن عبداللـه، أو ًلا: معرفـة الإمـام تركـي بـن عبداللـه أسـوار الريـاض ومكانتهـا، فكانـت دافـع اطمئنـان لـه أكثـر مـن الدرعيـة. ثانيـاً: عـدم صاحيـة الدرعيـة عاصمـة بعـد تدميرهـا وانتقـال عـدد مـن السـكان منهـا إلـى غيرهـا. وكان عليـه أن يبـدأ بحمـات توحيـد البـاد، وعلـى الإمـام تركـي بـن عبداللـه أن يكـون حـذ ًرا، وكان عليـه الحـذر مـن أن يحـدث مـا حـدث فـي عهـد الدولـة السـعودية الأولـى مـن إثـارة حاولـت قـوات محمـد علـي عـدة محـاولات للقضـاء علـى قـوة الإمـام تركـي بـن عبداللـه وأرسـلوا عـد ًدا مـن القـوات بقيـادة أبـوش أغـا وحسـن بـك، وحاصـروا الإمـام تركـي فـي الريـاض حتـى هـرب منهـا، وقـد قامـت قـوات محمـد علـي بعقـد صلـح مـع الإمـام تركـي علـى أن تغـادر نجـ ًدا بعـد أن يعمـل تركـي علـى تسـهيل خروجهـم مـن الريـاض ومناطـق نجـد. وبعـد رحيـل قـوات محمـد علـي، أتـى النـاس ليبايعـوا الإمـام تركـي بـن عبداللـه، وهـو الشـيخ عبدالرحمـن بـن حسـن الـذي أصبـح سـاعد الإمـام تركـي الأيمـن، كمـا عـاد الإمـام فيصـل بـن تركـي مـن مصر وهــو ابــن أخــت الإمـام تركـي بـن عبداللـه، وقـد عزلـه الإمـام عـن منفوحـة وبعدهـا عـاد إلـى نجـد وتحديـداً إلـى القصيـم، وقـد اتفـق مشـاري مـع مملوكـه إبراهيم بن حمـزة لقتـل الإمـام،