المطلب الثاني:الرواد المتشائمون عمل ولم يتجاوز الرابعة عشر مع والده، ثم ترك عائلته بعد اعتناقه المسيحية. في عام 1792 بدأ يقوم بعمليات في البورصات لوحده حتى أصبح مليونيرا، وبعدها انسحب من عالم الأعمالفي عام 1814 واشترى ملكية كبيرة حيث نشر مؤلفه الرئيسي عام 1817 بعنوان "أسس الاقتصاد السياسي والضرائب"، وهو المؤلف الذي جعل من ريكاردو أكبر اسم بعد آدم سميث، بل إن شمولية ذلك الكتاب وطريقته في التحليل والتجريد جعلته يفوق مؤلف سميث "ثروة الأمم". وارتفاع أسعار الذهب، والتي كانت تعاني منها انجلترا، لقد درس ريكاردو المشاكل التي أهملها آدم سميث وخصوصا مشاكل القيمة والنقد والتجارة الخارجية، ووجه موضوع الدراسة بشكل خاص إلى دراسة توزيع الدخول، توفي ريكاردو عام 1823 وهو في ذروة نشاطه العلمي والاجتماعي . إن معظم أفكار ريكاردو يتضمنها كتابه مبادئ الاقتصاد السياسي ومن أهمها - نظرية التكاليف النسبية المقارنة في مجال التجارة الخارجية. التفاضلي ولد مالتوس من أسرة انجليزية مثقفة، ثم تخصص في علم اللاهوت في جامعة كامبردج وأصبح مدرسا فيها. وفي عام 1807 صار أستاذ اللاهوت في جامعة هايلبري وبقي في مركزه حتى وفاته . ومن هنا يستنتج ماتوس بأن البشرية محكوم عليها بالبؤس والمجاعة والحروب، وهذا القانون كان له تأثير بالغ على الليبراليون في مجال الديمغرافي حيث لأن نسبة الولادات تدنت في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 وذلك في البلدان الأوروبي . والنتيجة الحتمية هي زيادة هائلة في السكان بالنسبة للأرزاق مما يؤدي إلى المجاعات والمرض والحروب. ويحدد مالتوس بعض الحلول التي قد تؤجل النهاية المؤلمة للبشرية وهي : وهي منافية للأخلاق والدين إذا تم هذا التحديد بعد الزواج لذلك لابد من العفة والامتناع عن الزواج أو تأخيره أو إلغاؤه نهائيا . - مطالبة الطبقة الفقيرة بعدم الزواج أو تأخيره على الأقل ومطالبة الطبقة الغنية بعدم الإحسان إلى الطبقة الفقيرة لأنه يشجعها على الزواج . المبحث الثالث: تقييم المدرسة الكلاسيكية لقد كانت للمدرسة الكلاسيكية مساهمة كبرى في بناء الفكر الاقتصادي وبالرغم من ذلك إنها تعرضت إلى عدة انتقادات، لذلك يمكن تناول أهم هذه الإسهامات والانتقادات من خلال ما يلي : المطلب الأول: مساهمات الكلاسيك في تطور الفكر الاقتصادي لقد دفعوا إلى الأمام الفكر الإقتصادي مؤسسين بذلك علم الاقتصاد الذي أصبح علما قائما مستقلا عن العلوم الأخرى . الشيء الذي أدى إلى التطور الإقتصادي خاصة وأن ذلك تزامن مع الثورة الصناعي . إن النظريات الاقتصادية الكلاسيكية تعتبر أساس علم الاقتصاد وذلك لأن كل ما جاء فيما بعد إنما جاء ليكمل ويطور الفكر الكلاسيكي . المطلب الثاني: نقائص المدرسة الكلاسيكية لقد تعرضت المدرسة الكلاسيكية للنقد من ثلاث جوانب: الجانب المنهجي، _ النقد من الجانب المنهجي : - لقد اتبع الكلاسيك في بحثهم طريقة الاستنتاج التجريدية ولم يهتموا بالجانب التاريخي وذلك لاعتقادهم في وجود قوانين اقتصادية مطلقة صالحة في كل مكان وزمان، -لقد انتقدت المدرسة الكلاسيكية في ما جاءت به نظريات اقتصادية وعلى وجه الخصوص القيمة، - نظرية القيمة: إن قيمة السلعة حسب الكلاسيك تتحدد على أساس عدد الساعات التي تبذل في إنتاج هذه السلعة ولقد انتقدت هذه الفكرة بحيث أن العمل ليس بالعنصر الوحيد الذي يدخل في إنتاج البضاعة بل هناك أيضا الأرض ورأس المال وتأتي فيما بعد النظرية الحدية (النيوكلاسيك) للقيمة لكي تنتقد هي الأخرى المفهوم الكلاسيكي للقيمة المبنى على التكلفة والمهمل للجانب الشخصي (الذاتي) أي المهمل للمنفعة التي يحصل عليها الأشخاص عند استعمالهم للسلع والتي تدخل أيضا في تحديد قيمة هذه السلع (القيمة/المنفعة ) .