أولا: الخدمة الاجتماعية: النشأة والتطور تعتبر الخدمة الاجتماعية مهنة علمية نشأت مند أوائل القرن العشرين مرت بمراحل مختلفة حتى أصبحت مهنة تمارس تعتمد على مناهج وطرق مختلفة. وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاجها، لتأخد شكلا يعد تحولا جذريا في مسار أنشطتها، خاصة عندما تبنت الحكومات أو الجهات الرسمية تنظيم الجوانب المختصة بها، وشرعت القوانين المرتبطة بها، والتي تعمل من أجل رعاية أفراد المجتمع ورفاهيتهم وقد ساهمت التطورات التي شهدتها الرعاية الاجتماعية في نشأة الخدمة الاجتماعية كمهنة جديدة تعتمد على الطرق العلمية المناسبة في علاج مشاكل الناس. والخدمة الاجتماعية كما ذكرنا مهنة إنسانية نشأت منذ أوائل القرن العشرين مهّد لقيامها مجموعة من العوامل كما يأتي: ١- الثورة الصناعية، وما صاحبها من مشكلات وإفرازات اجتماعية واقتصادية وسكانية وغيرها لم تكن مألوفة من قبل بالمجتمعات.٢- الحروب المتتالية وما صاحبها من تشريد للمواطنين. وعمليات قتل أسفرت عن وجود أعداد من الضحايا والعجزة والأرامل والأيتام. ٣-النهايات التي وصل إليها عدد الإقطاع بأوروبا، وما صحب ذلك من فشل للتشريعات التي صدرت بحق القضاء على ظاهرة الفقر بما في ذلك قانون الفقر الصادر عام ١٦٠١ م بانجلترا، فيما يخص حالته التي وصل إليها من الفقر،٤- الاكتشافات العلمية الحديثة التي ظهرت، واستطاعت أن تكتشف الكثير عن الإنسان، ودوافع سلوكه، وعلاقته بالبيئة المحيطة، وارتباط نتائج التفاعل مع البيئة بسمات الإنسان الشخصية. والمحلات الاجتماعية ١٨٨٤ م، وكذلك المدرس الزائر، وسيدة الأحسان (سرحان، ٢٠٠٦ م).وهكذا أصبحت الخدمة الاجتماعية بمعناها الحديث مهنة تعمل في ميدان الرعاية الاجتماعية. فلم يعد الإحسان، يمارس من خلال جماعات تطوعية بل بدأت تظهر مؤسسات اجتماعية تمارس الإحسان لذلك ظهرت جمعية تنظيم الإحسان عام ١٨٦٩ بلندن. والتي قدمت إسهاما هاما في نشأة الخدمة الاجتماعية، وقد انتقلت فكرة تنظيم الإحسان من انجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع المهاجرين، وقد أنشأت جمعية تنظيم الإحسان بمدينة بافلو عام ١٨٧٧ م (عبيد، جودت ،ركزت الخدمة الاجتماعية في فترة العشرينات من القرن العشرين على التعامل مع الحالات الفردية، ففي عام ١٩١٧ م عقد المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية حيث تم الاعتراف بطريقة خدمة الفرد، وقد كان لأفكار الكاتبة الأمريكية ماري ريتشموند Retchmond Mary كتابها التشخيص الاجتماعي عام ١٩١٧ البداية الحقيقية" لخدمة الفرد. وقد حصل التقارب بين خدمة الفرد كطريقة وحيدة للخدمة الاجتماعية وبين التحليل النفسي كطريقة بالطب النفسي، خاصة بعدما أصبح التحليل النفسي من متطلبات المنهج الدراسي للأخصائيين الاجتماعيين. وما خلفته من معاناة ومشاكل نفسية واضطرابات عصبية، وقد افتتحت مدرسة لتدريب، الأخصائيين عام ١٩١٨ م للتعامل مع هذه الحالات.٢٠٠٤ م)، وفي عام ١٩١٩ م أنشأت الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين النفسيين. حيث قامت مدرسة العلوم الاجتماعية التطبيقية بجامعة (ويستر وزيرف) في عام ١٩٣٣ م بدراسة العمل مع الجماعات، والتي تم الاعتراف بها. كطريقة ثانية للخدمة الاجتماعية عام ١٩٣٦ م في المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية.أما طريقة خدمة المجتمع (تنظيم المجتمع). فقد جاءت بها الجمعية الأمريكية لدراسة تنظيم المجتمع، وقد تم الاعتراف بهذه الطريقة كطريقة ثالثة للخدمة الاجتماعية في المؤتمر القومي للخدمة الاجتماعية عام ١٩٤٦ م ( عبيد، جودت ،