شهد المشرق العربي خلال العهد العثماني (القرن السادس عشر حتى أوائل القرن العشرين)، رغم التحديات السياسية والاقتصادية، تطوراً ثقافياً ملحوظاً. برز التعليم في الكتّاب والمساجد، بالإضافة إلى جامعات كبرى في إسطنبول، القاهرة، دمشق وبغداد، خرّجت علماء ومفكرين ساهموا في تطوير الفقه الإسلامي. ازدهر الأدب العربي، خاصة الشعر والنثر، مع ظهور أنماط جديدة كـ"الرواية العثمانية"، وتأثر الشعراء بالأدب الفارسي والتركي، كما برزت شخصيات أدبية كأحمد شوقي. ازدهرت الفنون الإسلامية، لا سيما المعمارية والتطبيقية. حافظت اللغة العربية على مكانتها رغم تأثير اللغتين التركية والفارسية، وساهمت الطباعة، وإن تأخرت عن أوروبا، في نشر الكتب والمجلات. بدأ تأثير أوروبا في القرن التاسع عشر، مُحدثاً حركة إصلاح وتحديث. ظهرت الصحافة والمجلات العربية، ونشطت الجمعيات الثقافية والتعليمية، كـ"الجامعة الأمريكية" في بيروت، ساهمة في نشر الوعي الوطني والتواصل مع الغرب. باختصار، رغم التحديات، كان المشهد الثقافي غنياً، مع ازدهار العلوم والمعرفة وتفاعل مع التأثيرات الأوروبية لإرساء أسس الفكر العربي الحديث.