تُظهر وسائل الإعلام المُجزّأة انعكاسًا لنمط الأسرة المُفتتة، على عكس الأسرة المتكاملة التي كانت سائدة عندما كانت خيارات الاتصال محدودة. فالمجتمعات الشمولية، التي تُعظم مفهوم الأسرة التقليدية لإحكام قبضتها، تختلف عن مجتمعاتٍ تُتيح خياراتٍ متعددة، حيث يمتلك كل فردٍ وسائل اتصال منفصلة. لقد تشكّلت الأسرة عبر التاريخ وفقًا لثوابتٍ وقيمٍ دينية وأعرافٍ وتقاليد، وقد حدّد الإسلام الزواج كبدايةٍ شرعيةٍ وحيدةٍ للعلاقة بين الرجل والمرأة، مُنظمًا حقوقًا وواجباتٍ لكل طرفٍ والأبناء، ما يُؤثر إيجابًا على نفسية الأبناء من خلال إحساسهم بشرعية وجودهم وانتمائهم. على النقيض، تخلت المجتمعات الغربية تدريجيًا عن هذا النموذج نتيجة الرأسمالية والعلمنة، ما أدى إلى انتشار ثقافة هابطة غذّتها وسائل الإعلام، خاصةً مع سيطرة الدول الغربية. ومع ذلك، حافظت المجتمعات الإسلامية على الشكل التقليدي للأسرة، وهو ما يُعد إنجازًا حضاريًا وإنسانيًا، ويشكّل مقاومةً للتغريب والهيمنة الثقافية. فالحفاظ على بناء الأسرة عبر الزواج والتعامل مع الثوابت الدينية يُعد مصدر عافيةٍ للمجتمع الإسلامي، وسيُثمر عن نتائج إيجابية في العقود المقبلة، خاصةً مع انتشار الأنماط غير الشرعية للعلاقات وزيادة عدد الأبناء غير الشرعيين في الدول الغربية وما يصاحب ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية.