الإدلاء بحكم صارم على طائفة بأكملها أو جماعة بكل أفرادها أمر لا يجوز إلا بعد خبرة دقيقة وتمحيص سليم ؛ فليس من العدل أن نحكم على جيل بأكمله وأن نقضي في أمره برأي يشمل جميع أفراده ويعم كل أبنائه؛ فالتعميم في مسألة من المسائل خطة تنطوي على التسرع و تفضي إلى الظلم ومثل هذا الإجراء لا يليق بمن يسعى للإصلاح ؛ فإن تحدثنا اليوم عن شبابنا الجديد و ما يتعرض له من ضروب التدليل و التضليل، و إذا وجهنا النقد إلى القائمين على تنشئة هذا الجيل ، فإننا لا ينبغي أن ننسى أن هناك شبابا لا ينطبق عليهم هذا الوصف، و رجالا يبذلون غاية جهدهم في تنشئة أبنائهم أو تلاميذهم على أقوى المبادئ و أقوم السنن و مع ذلك فإن الكثرة من شبابنا لا يجدون الإرشاد السليم النزيه الذي نقصد به تكوين الجيل الجديد تكوينا يمكنه من أن يحمل أعباء الحياة في ثقة و جدارة .وللمعلم دور عظيم في إرشاد الشباب وتوجيههم التوجيه السليم، ولا يقتصر دوره على تلقين المعلومات، بل يتخطى ذلك إلى تكوين الاتجاهات السليمة لدى الشباب،