المعروف لدى المسلمين وغيرهم بأن الدعوة الاسلامية في بداية نشأتها كانت منظمة ومن هذا التنظيم انطلق العمل لنشر الدين الاسلامي الحنيف إن هذا الاتجاه في التنظيم والعمل السري يعرف الآن في الإدارة بأنه من أسس البيروقراطية ومنها نستنتج بأن الإدارة مورست بهذا الشكل منذ فجر الإسلام وأخذت بعدها أشكالاً مختلفة في التطبيق طيلة فترة نمو الدعوة الإسلامية وانتعاشها ولحين تكوين لقد جاء القرآن الكريم فنظم شؤون الدين والدنيا ورضح أصول العلاقات بين الفرد والفرد وبين الفرد والجماعة وبين الفرد وخا الله وفي قوله تعالى " وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (۱) ، وقال تعالى وما خلقت الجن وقال تعالى الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور (٤) توضيح لهذه العلاقات التي أشرنا إليها . ثم جاءت السنة النبوية الشريفة لتكمل وتفسر المبادئ الاسلامية الادارية ولتوضح بأن فرادى ولا تؤتى ثمارها مجزأة. وهذه الخاصية الكلية الشمولية للنظام الإسلامي تنسحب على النظام الإداري فيما يخص جزئياته ومكوناته. فالنظرة إلى الفرد والجماعة والتنظيم ككل ثم المجتمع ، نظرة شمولية كلية تراعى فيها مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة ومصلحة التنظيم والمجتمع. لقد وضع الإسلام أسس الإصلاح الإداري بهدف الارتقاء بمستوى الطاقة التنظيمية نحو تحقيق الكفاءة في الأداء والكفاية في الانتاج وذلك عن طريق مكافحة مظاهر الفساد الإداري مثل الرشوة والمحسوبية والاتجار بالوظيفة العامة والاختلاس من المال العام والابتزاز الوظيفي وسوء استعمال السلطة والتسيب والاهمال الوظيفي واللامبالاة في العمل والتفريط في المصالح العامة وعدم الحفاظ على ممتلكات المؤسسة وإهدار الوقت فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأت ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، وقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وقد تناولت الإدارة في الإسلام مفهوم الوظيفة العامة بشكل واضح فوضعت لها مضموناً ومحتوى متميزاً حيث تعتير الوظيفة العامة أمانة بيد شاغلها ثم يطالب المؤمن المضمون ما يكفل أداءها وينأى بها عن جو الفساد أو الافساد. ومن هذه الشروط الاحتكام ومن المعلوم أن المبدأ الاسلامي عقيدة ينبثق عنها نظام يعالج مشاكل الناس وأمور حياتهم، وأنظمة الاسلام المختلفة عبارة عن أحكام شرعية واجبة الاتباع إذ أمر بها المسلم وتسمى بالإدارة أو إدارة المصالح.