هُناكَ أناسٌ خُلِقو للِكِفاحِ وَلنِّضالِ، وَسَبيلاً ناجِحاً للِنُّهوضِ وَلإِصْلاحِ، مِنْ ذلكَِ لطِّرزِ لفَريدِ مِنَ لمُكافِحينَ وَلمُناضِلينَ، فَقَدْ لطِّرز: لشَّكل ، كافَحَتْ في صِباها وََشَبابهِا، كَما كافَحَتْ في كُهولَتِها، يَحْمِلانِ شِارَةَ لكِفاحِ وَلعَطاءِ لتَّي مَيَّزَتْ َشَخْصِيَّتَها، وَمَثلاً يُحْتَذى لأجْيِالنِا في لحاضِرِ وَلمُسْتَقْبَلِ. وُلدَِتْ هِنْد طاهِر لحُسَيْنِيّ في بَيْتِ جَدِّها لأمِّها لمَرْحومِ مُحَمَّد صالحِ لحُسَيْنِيّ، في لبَيْتِ لمَعروفِ حاليِّاً بدِرِ لطِّفْلِ لعَرَبيِِّ في لقُدْسِ لشَّريفِ في لخامِسِ وَلعِشْرينَ مِنْ نَيْسانَ عامَ١٩١٦ م لتَِنْضَمَّ إلِى أسْرَةٍ مُكَوَّنَةٍ مِنْ خَمْسَةِ أشِقّاءَ، يُقالُ: شْتَغَلَ ولدُِها يَعْمَلُ في سِلْكِ لقَضاءِ، وَلَمْ يَتَجاوَزْ عُمْرُها في لسِّلْكِ لسِّياسِيِّ، فَعانَتْ في طُفولَتِها مِنَ ليُتْمِ وَلحِرْمانِ، ما زَرَعَ أمٍّ رَؤوم: عاطِفَةٍ عَلى وَلَدِها. نْعَكَسَ عَلى حَياتهِا لعَمَلِيَّةِ فيما بَعْد. حَيْثُ أنْهَتْ دِرسَتَها لثاّنَوِيَّةَ عامَ٧3١٩ م، وَعَمِلَتْ في مَطْلَعِ َشَبِابهِا في سِِلْكِ لتَّعليمِ، ثُمَّ ما لَبِثَتْ أنْ وَلَجَتْ مَجٍاِلَ لعَمَلِِ لجْتِماعيِّ لتَّطَوُّعيِّ عامَ5١٩٤ م، فَاأسَّسَتْ مَعَ مَجْموعَة منَ لنِّساء لفِلَسْطينِيّاتِ جَمْعِيَّةَ لتِّحادِ لعَرَبيِِّ لنِّسائيِِّ في لقُدْسِ، وَأصْبَحَ لَها ثْنانِ وَعِشْرونَ فَرْعاً، لمَِحْوِ لأمِّيَّةِ، وَذلكَِ نابعٌِ مِنْ إيمانهِا باِأهَمِّيَّةِ لطِّفْلِ في حاضِرِنا، وَطِفْلُ ليَوْمِ هُوَ أمَلُ لأمَّةِ لمُرْتَجى، وَهُوَ -بحَِقٍّ- أعْظَمُ سْتِثْمارٍ بَشَرِيٍّ، وَأثْمَنُ مُدَّخَرٍ وَسِلاحٍ». 130 سَتَمَرَّتْ لجَمْعِيَّةُ في نَشاطِها حَتىّ عامِ لنَّكْبةِ8١٩٤ م تَقَطَّعَتْ أوْصالُ لوَطَنِ، وَُشُرِّدَ لآلفُ مِنْ أبْناءِ َشَعْبِنا لفِلَسْطينِيِّ؛ أوْصالُ: أجْزءُ. جَرّءَ لمَذبحِِ لتَّي رْتَكَبَتْها لقُوّتُ لصِّهْيونيَِّةُ، وَلمُشَرَّدينَ مِنَ لقَرْيَةِ لمَنْكوبَةِ في زَويا كَنيسةِ لقِيامَةِ، وَمَدْخَلِ جامِعِ لخانقْاه، وَقَدْ تَمَلكََّهُمُ لخَوْفُ وَلرُّعْبُ، وَلتَصَقو باِلحيطانِ، وَرْتَسَمَتْ عَلى وُجوهِهم فصُولُ لماأسْاةِ لمُرْعِبَةِ أنَّ لشَّعْبَ لفِلَسْطينِيَّ سَوْفَ يَمَّحي وَيَنْقَرِضُ، وَلكِنْ كَيْفَ يَمَّحي َشَعْبُنا لعَظيمُ؟! ل، وَألفُ ل، حينَذكَ، تَوَلدََّ لَدَيَّ إحِْساسٌ عَميقٌ، أبْنائهِا، وَجالَ في خاطِري ما عانَيْتُهُ في صِغَري مِنْ آ لمِ لفَقْدِ وَلحِرْمانِ، فَاآلَيْتُ عَلى نَفْسي أنْ أعيشَ بهِم أوْ أموتَ مَعَهم. وَسْتَطْرَدَتْ هِنْدُ في حَديثِها قائلَِةً: «لَمْ يَكُنْ في جَعْبَتي آ نَذكَ غَيْرُ مِئَةٍ وَثَمانيَِةٍ وَثَلاثينَ جُنَيْهاً فِلَسطينيّاً وَمَعَ ذلكَِ، صَمَّمْتُ عَلى إنِْقاذِ أولئِكَ لأطْفالِ، ثُمَّ نَقَلْتُهُم إلِى درِ جَدّي في حَيّ لشَّيْخِ جَرّح»، وَرَفيقاتهِا رَمْزً وَأمَلاً، لأيْتامُ وَلمُعْوزونَ، وَلتَّعْليمِيَّةِ؛ فَقَدْ ضَمَّتْ أقْسامُها وَمَركِزُها حَضانةً، وَلعِلْمِيِّ، وَلتِّجارِيِّ، وَلمِهْنِيِّ، هِيَ: للغَُّةُ لعَرَبيَِّةُ، وَللغَُّةُ لإِنْجليزِيَّةُ، وَلخِدْمَةُ لجْتِماعِيَّةُ، وَتَغَيَّرَ سْمُها بَعْدَ نْضِمامِها إلِى جامِعَةِ لقُدْسِ عامَ١٩٩٤ م؛ وَبَذْلٍ للِنَّفْسِ في سَبيلِ لخَيْرِ وَلناّسِوَما زلَتِ لكُلِيَّةُ قائمَِةً في قَلْبِ لقُدسِِ لغاليَِةِ حَتِىّ ليَوْمِ، لفِلَسْطينيِّ، أسِّسَ عامَ١٩٦٠ م؛ شِرءُ بَيْتِ أديبِ لعَرَبيَِّةِ لكَبِيرِ مُحَمَّد إسِْعافِ لنَّشاشيبِيِّ عامَ٢8١٩ م، وَإعْددُهُ؛ ليَِكونَ مَرْكَزً للِاأبْحاثِ لإسْلامِيَّةِ، وَمَعْهَدً عاليِاً يَمْنَحُ دَرَجَةَ لمَخْطوطاتِ: لنُّسَخِ لمَكْتوبَةِ )لماجِسْتير( في لآثارِ، وَوَحْدَةً خاصَّةً بتَِرْميمِ لمَخْطوطاتِ، صَدَرَ عَنِ لمَرْكَزِ كَثيرٌ مِنَ لدِّرساتِ، وَلأبْحاثِ لمُتَعَلقَِّةِ بتِاريخِ فِلَسْطينَ، وَحَضارَتهِا، لدّرِ، فَاأعيد فْتِتاحُها باِسم )درُ إسْعافِ لنَّشاشيبِيِّ للِثقَّافَةِ وَلفُنونِ وَلآدبِ(، في لخامِسَ عَشَرَ مِنْ تَمّوز عامَ١٩٩٩ م، وَفيها لآنَ ما يَرْبو عَلى ألْفٍ وَخَمْسِمِئَةِ طالبٍِ وَطالبِةٍ، وَأصْبَحَتِ ليَوْمَ تَمْلِكُ حَيّاً كامِلاً في قَلْبِ لقُدْسِ لشَّريفِ، وَمُبادَرَةٍ مِنْ هِنْدِ لحُسَيْنِيّ، وَهكَذ نَذَرَتْ هِنْدُ لحُسَيْنِيّ نَفْسَها لخِِدْمَةِ وَطَنِها، وَأبْناءِ َشَعْبِها، وَل وَجِلَةٍ- دُروبَ لزَّمَنِ لشّائكَِة ، وَلحَقيقَةُ وَلهِذ فجُِعَ أطْفالهُا وَمُحِبّوها حينَ دهَمَها لمَوْتُ، وَتَوَقفََّ قَلْبُها لدّفِئُ عَنِ لخَفَقانِ، لثاّلثَِ عَشَرَ مِنْ أيْلولَ،