في النظريات ذات الطابع الأيديولوجي والواقع أن بؤرة التركيز في التحليل الذي تطرحه هذه النظرية لا ينصب على الدولة نفسها، أو يتعين أن يكون مسخرا، وفي سياق هذه الرؤية تصبح الوظيفة الأساسية للدولة هي العمل على حماية أمن المواطنين وحرياتهم من الأخطار التي كانت تهددهم في ظل حالة الفطرة أو الطبيعة التي رفضوا استمرارها. دروبًا مختلفة. يرى أن السلطة المطلقة هي وحدها القادرة على تحقيق الأمن المطلق للجميع. بل أكثر من ذلك فقد اعتقد لوك أن الدولة قد تشكل تهديدا لحريات الأفراد وحقوقهم بنفس السهولة التي قد تدافع بها عنها. وأن دورها يجب أن يتقلص إلى الحد اللازم لضبط إيقاع وتناغم الحياة الاجتماعية ودون تدخل مباشر لصالح هذا الطرف أو ذاك إلا بالقدر اللازم للمحافظة على الصالح العام، Dahl وتشارلز لندبلوم Ch. Lindblom وغيرهم يعترفون بأن الدولة الصناعية الحديثة قد أصبحت أكثر تعقيدًا وأقل حساسية واستجابة لضغوط ومطالب الرأي العام، ومن ثم أقل حيادًا أو انحيازا للصالح العام، مما قد توحي به النظرية التعددية الكلاسيكية للوهلة الأولى.