مقال من bbc عن قدرات العقل الباطنعندما تتمكن عقولنا من حل بعض الألغاز، أو قراءة بعض الكلمات غير الواضحة، نشعر بأننا نتحكم في عقولنا بشكل جيد.لكن تجربة جديدة أظهرت أن ثمة عملية كبيرة تحدث بشكل تلقائي خلف ذلك الغطاء الذي يغلف عقولنا الواعية، كما يقول الصحفي العلمي توم ستافورد.فمن المفاهيم الخاطئة الشائعة أننا نعرف عقولنا جيدا، ومن خلال تجولى حول العالم، والسير هنا وهناك للتحدث مع الآخرين، أو "لماذا فعلت هي ذلك؟. فمن الطبيعي افتراض أن تجربتي هذه هي تقرير كامل من حالة عقلي، فذلك أمر طبيعي، وهذا ما يتفق عليه الخبراء النفسيون، تأتي الإجابة على الفور إلى عقلي – باريس! وإذا قررت أن أحرك أصابعي فستتحرك للأمام والخلف بنمط معقد لم أرتب له مسبقًا، ولكنه جاء إلي من عقلي الباطن.وأكبر جدل في علم النفس حاليا يدور حول السؤال: ما الذي يقوم به العقل الباطن تحديدًا، وأن يقدم الحقائق الأساسية، أما الإدراك المعقد الذي يشمل التخطيط، والتعليل المنطقي، وجمع الأفكار، فيحتاج لتفكير العقل الواعي.وقد أجرى فريق إسرائيلي تجربة جديدة مؤخرًا، وسجلت نتائج عكس ذلك الرأي، إذ استخدم الباحث ران حاسين وزملاؤه خدعة بصرية بارعة يطلق عليها اسم "التشويش الوميضي المستمر" وذلك لإدخال معلومات في أذهان المشاركين دون إدراك ذلك.وقد تبدو التجربة مؤلمة، ولكن في الحقيقة هي تجربة بسيطة إلى حد ما، حيث يعتمد أسلوب التجربة على حقيقة أن لدينا عينين، وأن العقل يحاول عادة دمج الصورتين الناتجتين عن الرؤية للحصول على صورة واحدة متكاملة.وتستخدم طريقة الوميض المستمر نظارة مانعة للضوء لتعرض للمشاركين صورا في كل عين تختلف عما يعرض للعين الأخرى، في حين تعرض أمام العين الأخرى بعض المعلومات، ولا يدرك ذلك المشاركون على الفور.وفي الحقيقة، قد يستغرق الأمر بضعة ثواني لإدراك ما في النظرية بشكل ممتاز للوعي بها (إلا إذا أغلقت إحدى العينين لتتخلص من المربعات المضيئة، وحينها ترى الصورة المخفاة على الفور).وشملت تلك التجربة الرئيسية أيضا تقديم أسئلة حسابية بطريقة غير واعية، وقد يكون السؤال مثلا هو: "٩-٣-٤=."، وقد يتبعها عرض بشكل واضح للرقم المطلوب والذي طلب من المشاركين قراءته بأسرع طريقة ممكنة، وقد يكون هذا الرقم المعروض هو الإجابة الصحيحة أو رقم آخر غير صحيح.والنتيجة المدهشة هي أن المشاركين قرأوا الإجابة الصحيحة أسرع من قرائتهم للإجابة الخاطئة، وهذا أظهر أن عقولهم قامت بحساب المعادلة – حتى وإن لم يكن لديهم إدراك بذلك.وتوحي النتيجة بأن لدى العقل الباطن قدرات أكثر تطورا مما نتخيل، إذ لم يظهر مجرد استجابة تلقائية لأحد المحفزات- حيث تطلبت التجربة إجابة محددة باتباع قواعد الرياضيات التي تفترض أنها لن تأتي إلا بالتداول.ويطلق التقرير على الطريقة المستخدمة في التجربة "لعبة التبديل في دراسة العقل اللاواعي" والتي ترى أنه "يمكن للعقل الباطن القيام بكل العمليات الأساسية والوظيفية التي يقوم بها العقل الواعي".وتمثل هذه ادعاءات قوية، وقد أقر القائمون على الدراسة بأن هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من البحث في هذا الصدد، حيث بدأنا نسكتشف مواطن القوة ومداها في عقولنا الباطنة.