المبحث الأول أهمية البحث التاريخي ،التاريخ بصورة عامة هو بحث واستقصاء الماضي، ولكل نظام اجتماعي.تاريخه الخاص، لأن الإقرار بمبدة التطور معناء أن المجتمعات تنمو وتتغير عبر الزمان وطالبواباستخدامه في البحوث الاجتماعية، من منطلق أن تجريد الظاهرة الاجتماعية من بعدهاالتاريخي يجعلها، وكأنها حدث عابر لا حياة فيها، أيضا فإن غياب البعد الزمني.للظاهرة يقلل من قدرة الباحث على استشراف امتدادها المستقبلي وعندما نتحدث عن التاريخ لا نقصد الأعمال الفردية المحضة بل نقصدالأعمال الجماعية، يجب أن نميز بين الماجريات، أي الأحداثالفريدة، أي الأحداث المستعادة أو المتشابهة، فعليه أن يبحث .1) عن المتشابهات الثابتة كما تفعل بقية العلوم وكل شيء هو في حالةقلب، وتحول، بل هي قاسم مشترك بينها. جميعا، لأنهاتتناول مجمل نواحي الحياة الإنسانية وتطور النظم الاجتماعية، والتحول في المفاهيم والقيم،الاجتماعية ، ويرجع الفضل لبعض المفكرين في تسليط الضوء على البحث التاريخي. : ابن خلدون ،اهتم ابن خلدون بالتاريخ ونقد موقف المؤرخين وأسلوب تعاملهم مع الحدثوخصص جزءً مهمًمن مقدمته المشهورة للبحث التاريخي. فانطلق أولا بتعريفالتاريخ، وتعليل للكائنات ومبادنهادقيق ، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، عريق (2) . ويفصل ابن خلدون المنهج التاريخي عن علم الكلام والخطابة اللذان سادا عصرهحيث يقول : "عن الكلام في هذا الغرض - البحوث التاريخية الاجتماعية - ليس منعلم الخطابة الذي هو أحد العلوم المنطقية - علم البلاغة - فإن موضوع الخطابة إنماهوالأقوال المقنعة النافعة في استمالة الجمهور إلى رأي أو صدهم عنه. ولا هو أيضاً فيعلم السياسية المدنية إذ السياسية المدنية هي تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى.3) "الأخلاق والحكمة واعتبرابن خلدون أن المنزلق الذي يقع فيه المؤرخون والذي يضعف الرواياتالتاريخية، هوالخطا والزيف والكذب، وقد:أجمل أسباب الكذب في الخبر وقبول الأخبار الزائفة فيما يلي ، قإنالنفس إذا كانت على حالة من الإعتذال في قبول الخبر، أعطته حقه منالتمحيص والنظر، حتى تبين صذقه من كذبه، وإذا خامرها تشيع لرأي أونحلة قبلت ما يوافقه من الأخبار لأول وهلة، وكان ذلك الميل والتشيع غطاء على عين بصيرتها من الانتقاد والتمحيص، فيقع في قبول الكذب ونقلهأيضً من مزالق المؤرخين المتعلقة بذاتهم هم منافقة من في السلطة حيث،وتحسين الأحوال وإشاعة الذكر بذلك، وتستفيض الأخبار على غير حقيقةفالتفوس مولعة بحب الثناء، والناس متطلعون إلى الدنيا وأسبابها،4) أوثروة، وليسوا في الأكثر براغبين في الفضائل ولامتنافسين في أهلها ،ثانيا: الأسباب الناجمة عن ثقة بعض المؤرخين بالناقلين - الرواة - دون تمحيص."أي دون نقد بواسطة منهجية - التعديل والتجريح ثالثا: أسباب الكذب في الخبر التاجمة عن "الذهول عن المقاصد فكثير من الناقلينلا يعرف القصد بمن عاين أو سمع وينقل الخبر على ما في ظنه وتخمينه، فيقع(5) في الكذب رابعا: الأسباب النانجة عن "توهم الصدق . وإنما يجيء في الأكثر من جهة الثقة.بالناقلين خامسا: الأسباب النانجة عن الجهل بالقوانين التي تخضع لها الظواهر الطبيعيةكظواهر الكيمياء، والطبيعة والحيوان والنبات، والسبب في ذلك، "الجهل بطبائع الأحوال في العمران فإن كل حادث من الحوادثذاتا أو فعلا، لا بدله من طبيعة تخصه في ذاته، وفيما يعرض له من أحواله .فإذا كانالسامع عارفا بطبائع الحوادث والأحوال في الوجود ومقتضياتها، أعانه ذلك فيفحيص الخبر على تغييز الصدق من الكذب، .6) يعرض 1744 -1668 -VICO فيكو بعد فيكوالعالم الإيطالي، من أهم الذين اهتموا بالدراسات التاريخية ، حيث أبرزفي كتابه عن العلم الجديد (7) اهتمامً واضحا بالبحث التاريخي خصوصاً الجانبالاجتماعي منه، فلم يقتصراهتمامه بالحروب والمعاهدات والتحالفات، بل درس أيضاالعادات والقوانين والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، وحتى اللغة والفنون والديانات والأفكار ، وكانت قاعدته الرئيسة التي أثرت في العديد من مفكري وفلاسفة القرن. "التاسع عشر هي " إن الناس يصنعون تاريخهم الخاص إلى مرحلة الإنسانية ، ويرى أن هذه،الحالات تتعاقب بشكل دوري منتظم حيث أن الحالة الأخيرة تمهد لظهور الحالة الأولىوتعاقب هذه الحالات أو الدورات يمثل في رأي فيكو قانونا عاما تخضع له حوادث. "التاريخ عند سائر الأمم وعلى الأخص الأوروبية هذا وقد دعا فيكو في كتابه المشار إليه ، إلى ضرورة استنباط النظريات الاجتماعية:من الحقائق التاريخية ، وحدد القواعد الأساسية للمنهج التاريخي كما يلي1- تحديد الظاهرة المراد دراستها، وتحقب هذه الظاهرة خلال تطورها التاريخي.المعرفة القوانين التي تحكمها 2- جمع الوثائق المتعلقة بانظاهرة سواء تعلقت بالدين أو التقاليد أو العادات، وكل. مكنالاستعاضة عن ذلك بالأقوام المعاصرة التي تعيش في نقس المستوى الذي.كانت عليه الشعوب البدائية والاستدلال بما هو معروف عما هو مجهول.5- توظيف علم دراسة اللغات للتأكد من صحة الوقائع التي يذكرها المؤرخون6- أخيرأ يقوم الباحث بتصنيف الحقائق والتأليف بينها للوصول إلى معرفة القوانين. Wright Mills رايت ميلز يعد ميلز من العلماء المعاصرين الذين نقلوا البحث الاجتماعي إلى فضاءات جديدةلم يدرج العلماء السابقون على أخذها بعين الاهتمام، حيث صاغ مفهوم الخيالوالا اسوسيولوجيأا حثية Sociological imagination السوسيولوجيجديدة تساعد الباحثين على تطوير رؤيتهم التاريخية ، ويقصد بها ميلز: قدرة الباء الفكرية على فهم الصورة التاريخية الكلية للإنسان والمجنمع أخذا بعين الاعتبار الظروفالداخلية والخارجية ومتحورا من استلاب الواقع الراهن ومتعمقا في الأبعاد التاريخية .لهذا الواقع ويرى ميلز أنه من العسير على الباحث دراسة الظواهر الاجتماعية بمعزل عنسياقها التاريخي، فالعلوم الاجتماعية تتعامل في نظرة مع جوانب ثلاثة مترابطة معبعضها البعض، وهي تاريخ الحياة، ويستطرد قائلا: "إن علم الاجتماع الذي يستحق بالفعل هذه التسمية هو .9) علم الاجتماع التاريخي ولقد ساعدتة كتابات ميلز على عودة الروح للدراسات التاريخية ، وبدأت حتىالدراسات الاميريقية تستعين بالمنهج التاريخي لأخذ العبر واستخلاص القوانين، وربطالماضي بالحاضر لزيادة القدرة على استشراف افاق المستقبل،